اليوم سأتحدث عن شخصية لم ينصفها التاريخ.. من منا لم يسمع عن ماجلان، ذلك "المكتشف العظيم" و"الأسطورة الخارقة" والذي تم تضخيم صورته واعتباره بطلا حقيقيا، ناسين أو متناسين ذكر البطل الحقيقي الذي قام بقتل ماجيلان.
بعيدا عن قصة الاكتشاف العظيم لماجيلان ورحلته حول العالم، سأتحدث عن قصة دخوله الفلبين، تلك الدولة التي جاءها زائرا ولاقى من أهلها التكريم وحسن الضيافة، لكنه قابل هذا الإحسان بخبث وعاد بالجيوش لاحتلالهم باستخدام كل ما أمكنه من الوسائل القذرة.
ففي عام 1521م وصل الإسبان بقيادة فرديناند ماجلان للفلبين وأقام علاقة مع حاكم جزيرة سيبو وتم عقد اتفاق يقضي بأن يوليه ملك الجزر المجاورة تحت التاج الأسباني مقابل أن يساعده على تنصير الشعب الفلبيني وانتقل الإسبان إلى جزيرة صغيرة بالقرب منها على بعد كيلومترات تدعى جزيرة ماكتان عليها سلطان مسلم يدعى لابو لابو.
علم الأسبان بإسلام حاكم الجزيرة فطاردوا النساء وسطوا على طعام أهلها فقاومهم الأهالي فأضرم الأسبان في أكواخ السكان النار وفروا هاربين.. لكن الله الأعلم بحال عبيده وصف المسلمين بأنهم أعزة على الكفار رحماء بينهم. لذا رفض لابو لابو الخضوع لماجلان وحرض سكان الجزر المجاورة عليه، ورأى ماجلان الفرصة مناسبة لإظهار قوته وأسلحته الحديثة فذهب مع بعض جنوده لتأديبه.. طلب ماجلان من لابو لابو التسليم قائلا (إنني باسم المسيح أطلب إليك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد)
فأجابه لابو لابو (إن الدين لله وإن الإله الذي نعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم) كان ماجلان وجنوده يحملون أسلحة متطورة فيما قوات المسلمين يحملون أسلحة بدائيه جدا كان يكفي لخوذة المقاتل الاسباني أن تحميه من أقوى سلاح بدائي يحمله جنود المسلمين، ولأن النصر من عند الله ولأن الله يدافع عن الذين آمنوا، فقد انتصر هؤلاء المسلمين على قوة الإسبان الخارقة وقتلوا ماجلان.
وكان سقوط "القائد الرحالة ماجلان "كفيلا بهز كيان من بقى حيا من رجاله..فأسرعوا يتراجعون عائدين إلى سفن الأسطول الذي لم يكن أمامه إلا إن يبتعد هاربا تاركا خلفه جثة قائده ماجلان. ولا يزال قبره شاهدا على ذلك هناك حتى الآن..
الخلاصة أنه عندما تتوفر العزيمة والإرادة والإيمان، تكون قوة السلاح وأعداد العدو لا علاقة لها بالنصر.
