اخر الاخبار

الجمعة , 6 مايو , 2016



كيف نهرب من الحقائق التي تلاحقنا بالخبر والصوت والصورة
عن تدمير سورية قلب العروبة والإسلام مع سبق الإصرار والترصد .؟؟
كيف نهرب من حقيقة تفتيت أمة الإسلام إلى دول ثم الانفراد بها دولة دولة ، من تفتيت العراق إلى تدمير سورية إلى تكبيل مصر.؟
كيف نهرب من حقيقة اجتماع الغرب من أمريكا إلى روسيا على محاربة الإسلام وتدمير بلادنا وإجهاض محاولتنا للعيش بحرية وكرامة .؟
كيف نهرب من حقيقة القهر الذي يمنعنا حتى من الصراخ تعبيراً عن الألم . ؟
هذه هي الحقيقة العارية .. بلا رتوش .. ولا دبلوماسية .. ولا تنويم إعلامي مغناطيسي .
حقيقة لا تستلزم بحثاً ولا ذكاءً ولا وعياً ، إنها تطرق أسماعنا وأبصارنا ، إنها تحاصرنا من كل جانب لم تعد تترك لنا منفذا للهروب .
وبرغم هذا نحن نهرب من الحقيقة ؛ بل ونتلذذ بالوهم . !!
ليس لأن الحقيقة مؤلمة فحسب ؛ بل لأن الحقيقة تضعنا وجها لوجه أمام مسئولياتنا .
إننا نهرب من المسئولية .. نهرب من استحقاقات المرحلة التاريخية .. نهرب من البذل والتضحية الواجبة .. بل نهرب حتى من الصراخ والكلام .
تماماً كما فعلت أجيال سبقتنا على درب الهروب والتعامي عن الحقيقة والفرار من المسئولية ، أجيال تعامت عن الظلم وقتل الأبرياء في سجون تدمُر والسجن الحربي وشوارع حلبجة والإعدامات العلنية في استاد ليبيا ، بل صفقوا لتلك الأصنام التي سموها زعماء.
فماذا كانت النتيجة ؟؟!!
جيل اليوم هو من يدفع ثمن هروب جيل الأمس .
وجيل اليوم يكرر نفس التجربة ويهرب من حقائق دامغة تحيط به ويراها في مجتمع يشيع فيه التمزق والكراهية ، مجتمع يعلو فيه الأسافل على الأعالي ، مجتمع يشيع فيه الفساد ويغيب فيه العدل ، مجتمع تتفاقم فيه مشاكل الجهل والفقر والتخلف على وفرة موارده .
نهرب من الحقيقة الدامغة التي توصل إليها العالم "جمال حمدان" من أن عدو الخارج وديكتاتورية الداخل هما سر خراب الديار ، والعلاقة بينهما مباشرة وهي علاقة السبب بالنتيجة فالشعوب تخضع لحكامها ، وحكامها يخضعون للغزاة .
وأضاف أن الحقيقة التاريخية الدامغة هي أن كبرى الآفتين ليست الاحتلال الأجنبي ولكن الطغيان المحلي ، ذلك لأن الذي مَكَّنَ للأول بل استدعاه واستعداه هو الطغيان المحلي .
هل معطيات الواقع تدع لدى أي صاحب مِسحة من عقل أو بقية من ضمير أدنى شك في صدق هذه الحقيقة ؟.
فلماذا نهرب منها ؟!
الحقيقة العارية أمامكم تقول : إن الأسد والقذافي ومبارك وعلي عبد الله صالح .... أقاموا شرعية حكمهم على تحقيق المحافظة على أمن الوطن ووحدته واستقراره .!!!!
فهل وجدتم ما وعدكم هؤلاء الفسدة المجرمون حقا .؟؟؟
هل أصبح أمامكم مهرب من حقيقة زيف الادعاء بتحقيق الأمن والاستقرار على أشلاء الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية .؟؟!!
من الممكن أن نهرب من الحقيقة ؛ بل والتلذذ بوهم الإنجازات والأمن والاستقرار ... !!
ولكن هل سنهرب من مسئوليتنا أمام الله .. هل سنهرب من لعنات الأجيال القادمة .. هل سنهرب من المرآة الكاشفة عن وجوه شاحبة عاجزة أو مُشَوشة تائهة أو مُغَيبة مصفقة .؟؟؟




القراء 378

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net