نصرة الزهراء نصرة للحق

باقر النجفي

الحق أسم من أسماء الله، ومن هذه التسمية أشتق كل حق وأطلق على كل نهج رسالي سماوي يدعوا الى الله تبارك وتعالى يتساوى فيه الصغير والكبير أمام عظمة الله جل وعلا. ومن يراجع أيات القران الحكيم يجد أن الحق يتجلى في أعلاء كلمة لا اله الا الله والنصرة لها والتناصر لرفع لوائها وموجهة كل من يقف ضدها او ينحرف عنها لان هذه الكلمة وهذا المبدأ تحمل من أجله رسول الله ماتحمل تحت عنوان النبوة ودعوة الناس الى نبذ الاصنام والمعبودات الاخرى التي أرادوا لها ان تكون شبيهة بالله تعالى، فجرت كل تلك الحروب والمشقات مع النبي ومن كان معه ممن أمن صدقاً وعدلاً برسالة السماء وتحملوا من أجلها كل العناء، رافقهم في ذلك الزهراء صلوات الله وسلامه عليها حيث وطنت نفسها الصابرة المجتهدة لأن تجتهد مع النبي ومع الأسلام لتتحمل كل الصعوبات البالغة، الا انها كانت تتسلى بذلك الصبر كونها صابرة في ذات الله وفي طريق الله فارتبطت بالنبي ايما ارتباط وارتبطت بزوجها كونهما هم الطريق المستقيم الى الله تعالى والاقرب الذي يمكن أن يسلكه السالك فلم تخرج عن طاعتهما قيد شعرة وقيد أنملة، لأنها هي الطاعة الحقيقية فالطاعة هي مخ العبادة ولبها وهذا اقوى درس نتعلمه ان نكون على نهج الحق ولا نتغير ولا نحيد عنه ولا نضعف ولا نتردد، لأن نصرتهم والكون معهم هو التقيد بأومرهم ونواهيهم فنأتمر بما ياتمرون وننتهي عما ينهون... فكانت الزهراء عليها السلام تحركت من خلال مسؤوليتها الشرعية ضمن طاعة الله ورضا الله تبارك وتعالى وكان يحركها في كل ذلك الواجب الشرعي وقد كانت تهدف الى الانتصار لكثير من الغايات والاهداف اولاً: كانت تهدف الى العودة الى كتاب الله وتحكيمه في مصير الامة ثانيا: كانت حركتها فيها حماية لحقوق الفقراء والمساكين والمطالبة بحقوقهم فهي لم تكن تدعوا لحق شخصي وانما كانت تبتغي حقوق الناس جميعاً. ثالثاً: في حركتها حماية للامة من سيطرة المارقين والتكفيريين الذين كانوا يبحثوا عن تفريق الامة وتقسيم اوصالها فحركة الزهراء عليها السلام كانت برمتها لحفظ الامة من أن يصيبها الخرق والافتتان وضحت بحقوقها واكتفت بالقاء الحجة على القوم في اثبات الحقوق والحجة على الناس، هذا ذاته الذي جعل الزهراء عليها السلام تبقى خالدة في رسالتها وفي دعوتها للخلاص الحقيقية الصادقة وفيها اشارة اخرى هو دعوة كل صنوف المجتمع ان لا يقصروا في نصرة الحق المظلوم اينما كان وكيفما كان فكلما فتح باب من أبواب نصرة الحق فعلى الجميع الوقوف عنده والتصدي فنقف عند النصرة الاليكترونية ونبذل كل مابوسعنا من أجل نصرتها خصوصا وأن امام زمانها قد وصفها بانها أقرب طريق الى نصرة المعصوم عليع السلام وعلينا ان نكثف جهودنا في نصرة الحق بالكتابة والتاليف وكتابة المقالات والنشر والمتابعة العلمية والاطلاع على فكر الاستاذ وجعله منهجا متكاملا لنا فنطلع ونتعرف ونتابع على كل معانيه وتفاصيله ونكون مفكرين واعين قادرين على دفع شبهت التكفير في كل مكان ((إنتصرت قضية أمير المؤمنين (عليه السلام) بكلمة ومواقف الزهراء (عليها السلام) , حيث تصدت الزهراء (عليها السلام) لمواقف عديدة خاصة بعد وفاة النبي الأكرم (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وبعدما حصل في السقيفة فخرجت الزهراء(عليها السلام) إلى المسجد وغيره من مواضع وحاججت وإنتصرت للحق وأهله وإمامه كما في قضية الميراث ومطالبتها بفدك ...وكانت الزهراء (عليها السلام)عندما تأتي نساء من المهاجرين والأنصار لزيارتها (عليها السلام) فبالرغم من كونها مريضة وصاحبة مصاب كانت (عليها السلام)تستغل هذه الفرصة فتحكي مظلوميتها ومظلومية أمير المؤمنين (عليه السلام) تحكي عن أحقية قضيته وأحقية خلافته و منصبه وولايته بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... كانت تحكي مظلوميتها وتذكر من ظلمها وما حصل منهم ضدها وضد أمير المؤمنين(عليه السلام)..... وأيضاً ورد في العديد من الروايات أنها كانت تخرج ( يكون خروجها ابتداءاً أو رداً على بعض الزيارات التي تحصل من النساء ) و إنها كانت عند زيارتها لتلك الأماكن تحكي وتروي للنساء ما تدافع به عن قضيتها الصادقة الحقة ....... وهنا نريد إن نلفت النساء المؤمنات الخيرات الطاهرات ممن تهتم صدقاً وعدلاً وقولاً وفعلاً لكي تكون ممن سينتصر للأمام (عليه السلام) بأن باب النصرة الصالحة الصادقة مفتوح في كل زمان ومكان وكل الوسائل والإمكانات ... وربما يكون لهن الدور الرئيس و الأول في النصرة وذلك عندما يتخلف الرجال ويعرضون عن الحق ونصرته فيرتبطون بالنفس والهوى والواجهات والأمور الدنيوية الأخرى فحينها يوفق العديد من النساء المؤمنات المخلصات ممن لم تتلوث بالواجهات الاجتماعية في الخارج ولم تنقاد للنفس والهوى ...))كتاب عصمة الزهراء تقرير لمحاضرة السيد الصرخي

بقلم: #باقر__الديواني