قراءة في كتاب عصمة الزهراء
باقر النجفي
السيدة الزهراء عليها السلام من الاسرار العجيبة التي كانت ولا زالت سراً من الاسرار وستبقى امد الدهر غيباً على الكثيرين تمر عليهم ذكرها وهم لا يفقهون الكثير من كنه شخصيتها فهم فيها طرفان اما مغال حد الافراط والالوهية لدرجة الخرافة واخر مقل يرى إن كل مافيها إنها امراة عشرينية عاشت كما عاش غيرها من النسوة، وللاسف انبرى في التاريخ الكثيرون ممن جندوا انفسهم واقلامهم لإشكال والنقد والتجريح لكل فضيلة من فضائلها ومنقبة من مناقبها بل ان ابن تيمية الحراني وصفها بالنفاق تعالت عن ذلك، ووصل الامر الى النافين والمثبتين الى تكفير الطرفين وهذا ما لا يرضاه عاقل ولا يرتضيه شرع حكيم، والى اليوم ينقسم المسلمون الى طوائف حتى بين اتباعها توجد التقسيمات والتفريعات بين المحب والمبغض والحاقد والناقد وفي زحمة من الاضطرابات في الاقوال بين كل هؤلاء تصدر المشهد محاضرتان للاستاذ المحقق السيد الصرخي حفظه الله، طبعت فيما بعد بكتاب وجدت فيها على الرغم من اختصارها الا إنه اعجبني بكثرة اطروحاته وتنوع مضغوطاته ودقة استدلالاته فقد انتقل بين فصوله انتقالات سريعة ورائعة من فصل الى فصل، وهو يترك وراءه في كل فصل دليلاً واستدلالاً على ما يطرحه وبحسب الحاجة التاريخية والبيانية واكثر مايشدك في الكتاب هو إنه قفز فوق المذهبية والتاريخية وناقش كل مطلب من المطالب بدقة وموضوعية، وحسن بيان على الرغم من انه كان عبارة عن محاضرات وليس تاليف حتى يكون بحاجة الى التدقيق والتصنيف والتحقيق فقد طرح في فصوله وموضوعاته اكثر من فكرة وطرح
فناقش في بدايات البحث ما يتعلق بولادتها واسمها والقابها
وماروي عن كراماتها في كتب الفريقين وما تعنيه تلك الكرامات من منزلة لها
فمن يقرا ويتابع النصوص الواردة في مزلتها في كتب الفريقين فعليه ان يقر انه كان مخدوعاً بمن يكذب عليه ويحط من منزلة الزهراء عنده
ثم تناول فصل في حياتها الزوجية وما يتعلق بها وما يمكن أن يستدل به من اوامر ونواهي بخصوص ما جرى فيها من تفاصيل
بقي في اخر البحث الاشارة الى دورها الفعال مع النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ومع زوجها علي بن ابي طالب عليه السلام
فكان كتابا رائعاً بما فيه من سلاسة وعمق وربط بين الواقع والماضي البعيد هذا هو ما اريد لنا اليوم ان نفهم الماضي وندقق في معانيه ونقرأ الواقع بعين اليوم وبعين الحاضر لنفهم منه الدقة والموضوعية.