من الواضح البديهي ان لكل قوم لغة خاصة بهم مكونة من الفاظ لها معانٍ يتحاورون ويتفاهمون بها, باعتبار ان اللفظ موضوع للمعنى المستعمل فيه , وهذا متعارف لدى كل شعوب العالم وكلا حسبَ لغته من ماتمتلكه تلك اللغة من معانٍ حقيقية اومجازية تكون اقرب الى ذهن المتلقي,
وهذا على العموم . وبالاخص ماجاءت به لغة العرب وماتكتنفه من الفاظ ومايحيط بها من معانٍ بلاغية او حقيقية اومجازية اوقرائن ... ودلالات كثيرة تكتنف اللفظ قد يطول المقام بذكرها , لكن على سبيل الاختصار نبين بعض تقسيمات الالفاظ في المقام فمثلا ( كالحقيقة . والمجاز . والصريح . والكناية . ووو....)
وكل قسم له تعريفه الخاص به ومجال استعماله بقرينة اوبدون قرينة , وحينما نرجع الى استعمال القران لبعض الالفاظ نراها تشترك بنفس اللفظ الواضح الصريح لكن احيانا تاتي على نحو الذم والترهيب والنهي, واخرى تاتي على نحو الترغيب والثواب والجزاء, ككلمة (الخمر) فقد جاءت منهي عنها في اية من اي الذكر الحكيم كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) , ومرة قد جاءت على نحو الثواب والجزاء, كقوله (وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ)(15)
والكثير من هذه الاياة التي تشير الى هذا المعنى وغيره ,اذن الله جل وعلا استعمل ووظف لفظ (الخمر) في مقامين , مقام الذم. ومقام الترغيب, وليس لعاقل ان ينكر ذلك, وقد جاءت مناسبة طرح طور( الراب المهدوي الاسلامي) كاستعمال للفظ في مقام هداية وترغيب وايصال رسالة هادفة, وانقاذ مايستطاع انقاذه من ابنائنا وشبابنا من مستنقعات الرذيلة والانحطاط الخلقي, لما يحتويه من قصائد واشعار في حب ومدح اهل البيت, اضافة الى النكات والإشارات التي يستسيغها ويالفها كل ذي طبع سليم .
ومن هنا نقول لكل من اعترض على كلمة او طور او تسمية (الراب المهدوي الاسلامي ) اصحاب العمائم وائمة الضلال والروزخونية لربما فاتهم ان يطلعوا على مفردات القران الكريم واوضح بديهياته واستعمالاته للالفاظ في غير ماوضعت له ككلمة (الخمر) فعليهم ان يشكلوا على القران الكريم !فليس من الصعب على الانسان ان يتامل ويهذب نفسه ويطلع على خطابات القران لما تحتويه على مفاهيم ومعاني بلاغية تردعه عن الخوض في متاهات هو غني عنها,
فكلما كان الانسان قريبا من الحوار والنقاش العلمي وان لايصم اذنيه عن الحقائق ويسلك طريق البهيمية والصنمية ويتبع هواه وبالتالي قد خسر الدنيا والاخرة , وهذا مااشار اليه السيد الاستاذ من مقتبس في بحث تحت عنوان
(الحوار العلمي ينقذ الأمة من الظلام والضلال )
تبقى قضية الحوار والنقاش العلمي فاعلة وحاضرة، ويبقى الشيطان ومطاياه فاعلين من أجل حَرْفِ القضية عن مسارِها الاِسلاميّ الرساليّ الفكريّ الأخلاقي إلى مسار العناد والمكر والخداع والنفاق، فيوجّهون القضية نحو الظلامِ والضلالِ والتفكيكِ والانشطارِ والتشضّي والفرقةِ والصراعِ والضعفِ والذلةِ والهوانِ الذي أصاب ويصيب الأمة الإسلامية من قرون عديدة.
مقتبس من بيان {56} "وحدة المسلمين في نصرة الدين" لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني -دام ظله-
https://c.top4top.net/p_1164c9z1w1.png ــــ