من الامور المعلومة والفطرية أن الانسان قد مُيز وعرف بأنه نوع يفترق عن باقي الانواع التي تشترك معه في جنس الحيوانية كما يشير اليه علماء المنطق , وهذا الافتراق يحصل بالنطق وسلوكياته التي تميزه عن غيره في الامور التي يتعقلها ويدير دفة الحياة بها , والميزان والمعيار هنا هو العقل فبه يستطيع ان يميز بين الصحيح والفاسد وبين الحق والباطل وشكر من ينعم ويتفضل عليه لانها صفة من فضائل الاخلاق ... وهكذا , فالعقل يعتبر حجه ودليل للمسترشد وعليه يكون العقاب والثواب كما في الماثور عن النبي واهل بيته (عليهم الصلاة والسلام ) في الحديث القدسي (... بك اثيب وبك اعاقب )
وبهذا نستطيع ان نقول اذا كانت الشعائر والطقوس الالهية التي يتقرب بها الانسان الى ربه وكونها محط عبادة وممارستها لاجل الهداية والثواب والتخلق باخلاق الله سبحانه وتعالى, لان العقل يامر بهذا , اذن فشعائر الحسين ( عليه السلام ) تاتي ضمن السلوكيات ولاتخرج عن المالوف بكل اشكالها والوانها ومنها ((الراب المهدوي الاسلامي)) كونه يعد وسيله لجذب الشباب من محطات الرذائل والسلوكيات الهابطة التي تعصف بالمجتمعات الاسلامية وغيرها , فالى كل من يعترض على شعيرة الراب المهدوي الاسلامي عليك بتحكيم العقل وان تميز بين اللهو والطرب وبين الحزن والرثاء والندب ... لان العقل يعتبر حجة باطنة كما جاء في قول الائمة الهداة (إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة - عليهم السلام -، وأما الباطنة فالعقول.) كما جاء مشيرا الى ذلك في مقتبس بحث السيد الاستاذ الصرخي الحسني .تحت عنوان
(تمييز العقل بين الحقّ والباطل)
بعد أنْ عرفنا نِعم الله علينا وتفضّله لتشریفنا بالعقل ومیَّزنا به عن البهائم فالواجب أنْ نشكر نعم الله علينا وأنْ نستعمل العقل ونستغله فيما وُضع له من التمييز بين الحقّ والباطل، ومن الواضح أننا لا نرید بالتمییز مجرد التمییز الذهني الفارغ من التأثير على النفس ومشاعرها؛ فإنّ مثل هذا التمییز لا نتصور فیه ترتیب الثواب أو حصول العقاب عليه أو على عدمه؛ بل المراد التمییز الذي یدخل إلی أعماق النفس والذي يحرّك فيها حرارة العاطفة والمشاعر تحريكًا يدفع إلى السلوك المتناسب مع المفهوم الحقّ الذي أدركه العقل وذلك التمييز للعقل.
مقتبس من بحث " الاستعداد لنصرة الإمام المعصوم - عليه السلام - " لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني - دام ظله –https://www.mrkzgulf.net/do.php?img=997

بقلم: #ضياء_الدين