من الفرائض والواجبات التشريعية التي فرضها الله-سبحانه وتعالى- هي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهذا شئ متسالم عليه , وهي لاتختص بشريعة دون أخرى , ومن هنا يتضح أن هناك اتجاهين, اتجاه يسلك طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداومة والسير فيه على طول الخط الرسالي الذي ينتهجه و يعتقد به ,كما في قوله تعالى
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)( آل عمران : 104
وفي قباله على العكس من ذلك تمامًا كالذي ينتهج طريق الشر والانحراف والسلوك المتطرف التكفيري وغيره ,وما تمر به الأمة الإسلامية من أصعب مراحلها في التعامل مع هذه الفريضة الإلهية, في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف .
والمواجهة مع الانحراف في كل أشكاله , في الفكر والعقيدة والأخلاق ونشر ثقافة الإلحاد والتنكر لوجود خالق أفاض الوجود من العدم ... وارتماء الشباب في أحضان الرذيلة والانحراف والتطبع بغير طبائع الإسلام المحمدي الأصيل , وكل ذلك بسبب تصدي الزعامات الدينية التي تحمل الأفكار الطائفية المذهبية المتطرفة , وشيوع ثقافة التكفير والإرهاب والقتل , التي تعصف بحياة الإنسان المسلم وهذا السلوك جعل الكثير من هذه الأمة من ينفر ويتنكر لدينه ويسلك طريق الانحراف العقائدي والأخلاقي باحثًا عن الأمن والأمان .
وهنا يأتي دور الأمة الهادية والتصدي لكل هذه السلوكيات والانحرافات, والعمل وانتهاج طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمداومة عليه حتى ظهور المنقذ والمصلح العالمي المهدي المنتظر- عليه السلام- والبشارة والتأييد بنزول النبي عيسى-عليه السلام- والصلاة خلف الإمام المهدي-عليه السلام- تأييدًا لهذه الأمة الرسالية وقائدها المهدي . كماجاء ذلك في مقتبس من كلام المحقق الصرخي في بحوث العقائد والتاريخ .
المهديُّ وصلاة المسيح خلفه
إنّ المهديَّ وأصحابَه- عليهم السلام- من أوضح وأشرف مصاديق الأمة الهادية بالحق وبه تعدِل، وهي الأمة التي تبقى على نهجها وسلوكها حتى نزول وظهور المسيح عيسى- عليه السلام- وإمامهم المهديّ- عليه السلام- فيهم فيصلي عيسى خلفه -عليهما الصلاة والسلام-.
مقتبس من المحاضرة { 13 } من بحث ( الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني- دام ظله-
24 ربيع الأول 1438 هـ - 24 / 12 /2016م
https://l.facebook.com/l.php...

بقلم: #ضياء_الدين