قانون المعجزات والموسوعة المهدوية .. الجزء الثاني
رأي السيد الصدر أم تقريرات مقرر ..؟
رياض الجابري
الحديث حول قانون المعجزات الذي اعتمده السيد الصدر- قدس سره- في موسوعة الإمام المهدي يقول البعض من السلوكيين والذين ارتبطوا بالموسوعة ودافعوا عنها دفاعًا مستميتا حتى أنهم لم يدافعوا عن كتاب الله تعالى الذي يتعرض للإساءة بين الفينة والأخرى أكثر مما دافعوا عنها وسأرد في هذا الجزء على أحد السلوكيين المدعو( صباح الحسني ) على بحثه المعنون (قانون المعجزات بين مراد الولي المقدس وفهم الصرخي) والذي أقاموا الدنيا عليه ولم يقعدوها وعدوه فتحًا وردًا مفحمًا ..
وفي حقيقته هو عبارة عن تخرصات وتدليس وتغرير ليس أكثر وينم عن جهل واضح بأبسط الواضحات أو أنه تعمد التدليس للتغرير بأتباعه .. وفي حقيقة الأمر هو لا يستحق الرد أصلا ولكن مجاراة للأمانة في الرد العلمي ارتأيت الرد على هذا المتخرص الذي تجرأ وبكل وقاحة على التهجم على مقام مرجعية السيد الأستاذ-دام ظله الشريف- وإنما أذكر ذلك لكي يطلع القارئ الكريم على خبث هؤلاء النفر الضال والذين يضلون الناس بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .. يقول المدعو صباح الحسني في بحثه (ثالثا : ينبغي الانتباه لاسيما من قبل السيد الصرخي أن هذا الكتاب (شذرات من فلسفة تاريخ الحسين-عليه السلام-) إنما هي تقريرات لأحد طلابه , قال الولي (وهذا الكتاب الذي بين يديك هو نوع من التقريرات ..) وعليه يكون التعبير في هذا الكتاب إنما هو من لغة المقرر وليس الأستاذ فكان اللازم على الصرخي أن يفهم ذلك بينما هو لم يعرف أنه عبارة عن تقريرات ,) فنقول أيها الفطحل أنت عرفت أنه تقريرات من خلال مقدمة الأستاذ الصدر والسيد الصرخي لم يعرف ذلك ؟ عجبا !! .بل أن أي شخص يطلع على الكتاب سوف يمر بالتأكيد على المقدمة ويقرأ كلام السيد الصدر .. ثم يضيف صباح الحسني ..
(رابعا : قال السيد الشهيد حول كتاب الشذرات ما نصه (….هذا وقد أعطيته الحرية التامة بالتعبير، فلم أغير من كتاباته شيئاً، بل أقررته عليها وإن صادف أحياناً أنها تختلف قليلاً عن مضمون الدرس نفسه. فإنها يكفي أن تكون ممثلة لفهمه من تلك المحاضرات. وهو فهم كاف ومعتد به والحمد لله وحده.) ثم يضيف ..
( أقول : وهذا يعني أن ما موجود في كتاب الشذرات إنما هو بلغة المقرر وفهمه وتعبيره وأنها تخالف ما طرح في الدرس قليلا ومعه يكون المستشكل (السيد الصرخي) قد أشكل على المقرر وهو طالب مبتدأ وهو يحسب أنه أشكل على السيد الشهيد ! وهذا نتيجة لعدم تحقيقه وتدقيقه وتفريقه بين المطلبين !!)
ثم يخاطب هذا العائل على العلم السيد الأستاذ بقوله ( قولك : يقول السيد الصدر في كتاب شذرات من فلسفة تاريخ الإمام الحسين المكتوب بعد الموسوعة ص103( (وذلك لأجل نظرية عامة قلناها هناك وقد كتبت موسوعة الإمام المهدي طبقا لها أنَّ المعجزة لا تحصل إلا عندما تقتضي مصلحة الهداية ذلك بإذن الله سبحانه فإذا لم تقتضِ المصلحة ذلك فلا حاجة إلى المعجزة وهذا يترتب عليه نتائج كثيرة جدًا ,فالنبي-صلى الله عليه وآله- حارب بدون معجزة في انتصاره وكذلك أمير المؤمنين-سلام الله عليه- وكذلك الحسين-عليه السلام- وكذلك المهدي بعد ظهوره) وقال السيد الصدر في الشذرات أيضًا ((إلا أنني بعد ذلك حاولت إعادة النظر في هذه القاعدة العامة ؛لأنني إنما كنت اعتقد بها لأنني سمعتها من أسلافي ..)
فيقول صباح الحسني إنما كانت هذه تقريرات أحد طلبة السيد الشهيد وإنما أبطل السيد الصرخي ما جاء بكلام المقرر وليس السيد الشهيد نفسه.. فأي باحث أنت يا صباح الحسني ولم تعرف أن التقريرات تلك قد أقرها السيد الصدر وأمضاها حتى لو كانت تقريرات أحد طلبته وهو يعلم ذلك بالتأكيد فكيف يقر السيد الصدر كتابًا أو تقريرات أبطلت قانونه ونظريته في الموسوعة وهو قانون المعجزات وكيف يقر السيد الصدر كلام المقرر بقوله (إنني بعد ذلك حاولت إعادة النظر في هذه القاعدة العامة ؛لأنني إنما كنت أعتقد بها لأنني سمعتها من أسلافي..)
ألم يعلم السيد الصدر أن قوله سمعتها من أسلافي لا تصلح دليلا وبذلك أعاد النظر بها وإذا كان على قولك أن السيد ترك الطالب يكتب حسب فهمه وتعبيره بحيث أن الطالب المقرر أبطل القانون وأضاف عبارة ( إنما سمعتها من أسلافي) وبذلك تركه السيد الصدر ولم يمانع فهل يعقل ذلك .. فأي باحث أنت !! فإن قانونا اعتمدت عليها الموسوعة بكاملها أثبت الطالب المقرر بطلانها بسبب قول السيد الصدر ( إنما سمعته من أسلافي بلا دليل ) فكيف يقبل السيد الصدر أن يتلاعب المقرر بهكذا آمر خطير يتوقف عليه وجود كتاب ونظرية وحسب فهم المقرر وبلغته وبذلك ترك ثغرة كبيرة في خرم الموسوعة بنظرياتها وأطروحاتها ولكن الحقيقة غير ما فهمت أنت أيها الفطحل أو تريد طرح ما يجول ببالك من غايات شيطانية فنقول لك إن السيد الصدر كان مقتنعا تمامًا ببطلان نظريته بكل قواعدها وقوانينها وبذلك ترك الحرية للطالب المقرر المبتدئ على حد قولك إلا إذا كان السيد الصدر كان قد قرر مسبقا بتفاهة وبطلان وركاكة هذه النظرية وقد ضرب عنها صفحًا بقوله الصريح والواضح (:(وذلك لأجل نظرية عامة قلناها هناك وقد كتبت موسوعة الإمام المهدي طبقا لها أنَّ المعجزة لا تحصل إلا عندما تقتضي مصلحة الهداية ذلك بإذن الله سبحانه فإذا لم تقتضِ المصلحة ذلك فلا حاجة إلى المعجزة ..)..