قانون المعجزات والموسوعة المهدوية .. الجزء الثالث
الملازمة بين النظرية ونتائجها ..
رياض الجابري
نواصل في هذا الجزء مع هذا المتطفل على العلم المدعو صباح الحسني في بحثه المعنون (قانون المعجزات بين مراد الولي المقدس وفهم الصرخي)
ونبدأ من تساؤله بقوله ( ما هي الملازمة بين بطلان قانون المعجزات وبين بطلان موسوعة الإمام المهدي عجل الله فرجه بأجزائها الأربعة أو الخمسة ..)
وأقول له سبحان الله كما قلنا في الجزء السابق إن الموسوعة اعتمدت بل من أساسيات نظريتها كان قانون المعجزات بل إن هذه النظرية بشقيها المتكون من أطروحة خفاء الشخص وأطروحة خفاء العنوان كانت العمود الفقري لهذه الموسوعة فإذا تم إبطال هذه النظرية المتكونة من الشقين فان الموسوعة ستتجرد من كل مضامينها بل لا تعدوا إن تكون مجرد روايات وسرد أحداث تاريخية معروفة ومتداولة في الكتب القديمة والحديثة فالشيء الذي جاءت به هذه الموسوعة هو قانون المعجزات ..
إذن فكيف لا توجد ملازمة بين بطلان القانون وبطلان الموسوعة لان النتائج كلها ستكون باطلة حتما بموجب هذه الملازمة .
ثم يقول (أقول : ان ظاهر كلامه (ويقصد السيد الصرخي ) هو بطلان كل النتائج التي توصل اليها الولي الطاهر (قدره) وبلا استثناء , وقد قلنا انه ان ثبتت نتيجة واحدة من دون اعتمادها على هذا القانون فتبطل دعواك , كما سيتضح .)
الملاحظ على هذه العبارة الاضطراب الواضح من قبل المدعو صباح الحسني والارتباك والضعف وعدم الثقة فهو يقر ضمنا مما فهمه من كلام الأستاذ الصرخي في بطلان النتائج وبلا استثناء وهذا اعتراف واضح منه في حين إننا سمعنا منه قبل قليل انه يقول (ما هي الملازمة بين بطلان قانون المعجزات وبين بطلان موسوعة الإمام المهدي عجل الله فرجه بأجزائها الأربعة أو الخمسة ) فهنا يؤكد بعدم وجود ملازمة بين بطلان القانون والموسوعة في حين ناقض نفسه عندما قال ان ظاهر كلام الصرخي هو بطلان كل النتائج التي توصل إليها الولي الطاهر (قدره ) حين أردف مدافعا أو هو يريد الإبقاء قدر المستطاع ولو بنتيجة واحدة فقط لم تعتمد هذا القانون في حين البحث كله حول النتائج التي خرجت من قانون المعجزات والنظرية فأي نتيجة لا يعتمدها القانون هي أما نتيجة جاءت بالعارض من خارج هذا القانون وهنا لا تدخل ضمن بحث المعجزات أو إن السيد الصدر جاء بها كونها من المعجزات الكلاسيكية المعروفة واثبتها فيها ..
ثم يضيف عطفا على كلام سماحة السيد الأستاذ الصرخي (قولك : يقول السيد الصدر في كتاب شذرات من فلسفة تاريخ الامام الحسين المكتوب بعد الموسوعة ص103:(وذلك لاجل نظرية عامة قلناها هناك وقد كتبت موسوعة الامام المهدي طبقا لها أنَّ المعجزة لا تحصل إلا عندما تقتضي مصلحة الهداية ذلك بإذن الله سبحانه فإذا لم تقتضِ المصلحة ذلك فلا حاجة الى المعجزة وهذا يترتب عليه نتائج كثيرة جدا ,فالنبي (صلى الله عليه واله) حارب بدون معجزة في انتصاره وكذلك امير المؤمنين سلام الله عليه وكذلك الحسين عليه السلام وكذلك المهدي بعد ظهوره ..
قال المحقق الصرخي معلقا ..ويوحي هذا التعبير بأنها هي النظرية الوحيدة وهي النظرية الاساس في كتابة موسوعة الامام المهدي)
نعم فالمفهوم الجلي والواضح من كلام السيد الصدر إن هذه النظرية و المتكونة من شقين أساسيين أو قاعدتين أو قانونين والتي تدخل ضمن نظرية شاملة وقد كتبت الموسوعة طبقا ووفقا لنظرية عامة بان المعجزة لا تحصل إلا عندما تقتضي مصلحة الهداية فهل معارك النبي والإمام علي عليه السلام وكثير من الوقائع ومعركة كربلاء وغيرها لم تقتضي مصلحة الهداية فيها فلم تحدث المعجزة فقال السيد الصدر متنازلا ( وهذا يترتب عليه نتائج كثيرة جدا ) وتعليق المحقق الصرخي بأن كلام السيد الصدر في الشذرات يوحي بان النظرية التي قدمها السيد الصدر هي الأساس التي اعتمدها في كتابة الموسوعة فلولا هذه النظرية التي سمعها من أسلافه لما كان له ان يكتبها او يفكر في تأليفها لأنها إنما ستكون مجرد سرد روايات وحشو ليس أكثر وهناك الكثير من التصانيف التي تحدثت عن قضية الإمام المهدي وامتلئت بها رفوف المكتبات... ثم يضيف صباح الحسني معقبا بقوله (اقول : نعم هي من النظريات الأساسية في الموسوعة المباركة , لكن لا يلزم ان النتائج كلها مستنبطة ومتوقفة على ذالك القانون , فتامل . ثم ان تنازل السيد الشهيد عن ذالك القانون لا يلزم بطلان هذه النتائج , فتنازله عنه لايعني انه يقول ببطلان هذه النتائج ,كحرب رسول الله (ص)وامير المؤمنين (ع) والامام الحسين (ع) ( هنا صباح الحسني يقر معترفا بأنها من النظريات الأساسية أي قانون المعجزات في الموسوعة المباركة ويستدرك قائلا ( لكن لا يلزم ان النتائج كلها مستنبطة ومتوقفة على ذالك القانون) انه فعلا يدور في حلقة مفرغة فهو لا يريد ان يفهم إن الموسوعة تم إبطالها ونسفت بنسف قانون المعجزات ثم يقر مرة أخرى بقوله مباشرة (ثم ان تنازل السيد الشهيد عن ذالك القانون لا يلزم بطلان هذه النتائج , فتنازله عنه لايعني انه يقول ببطلان هذه النتائج ,كحرب رسول الله (ص)وامير المؤمنين (ع) والامام الحسين (ع) فلو كان يقصد ذالك فكيف نبرر انكسار المسلمين في عهد رسول الله (ص) بحروب عدة ,وكذالك امير المؤمنين عليه السلام في صفين ,فلو كانت الحرب بالمعجزة لما انطلت خدعة المصاحف على اتباع الامام ,وهكذا الامام الحسين (ع) لاستطاع ان يحقق النصر) وهنا يظهر جليا الجهل الواضح والتخبط من قبل هذا المتطفل السلوكي فهو يعيد نفس النتائج بصورة عكسية فمراد السيد الصدر هو انه تنازل لأنه رأى إن حرب رسول الله والأئمة كانت بالأسباب الطبيعية ولم تحدث فيها المعجزة ومنها انكسار المسلمين واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وخدعة المصاحف ولأجل هذه النتائج تنازل السيد الصدر عن نظرياته ثم يردف فيقول (ففهمك هذا يكشف عن عدم معرفة مراد السيد (قدره) ولا ندري ولم تقل لنا في بحثك هذا ما هو مراد السيد الصدر فالسيد الصرخي لم يكشف مراد السيد الصدر وانت كشفته ايها الفطحل !! ثم يذكر صباح الحسني بعد ذلك بقوله (3 – اين ذكر السيد الشهيد دليل الاسلاف وهل المقصود هو قانون المعجزات ام الارتكاز المتشرعي (اطروحة خفاء الشخص)؟.
اجاب السيد الصرخي ..بانه قانون المعجزات وانه اخذه من اسلافه ! وهذا الاستظهار باطل كما سياتي ان شاء الله
4 – نتحدى من يدعي انه محقق وانه الاعلم ان يثبت بان السيد الشهيد اخذ قانون المعجزات من اسلافه وهذا التحدي مفتوح وقائم الى يوم القيامة .)
ومرة أخرى نقول له إن قول السيد الصدر بأنه سمع قانون المعجزات من أسلافه هو من كتاب شذرات من تاريخ الحسين عليه السلام فان قلت إن هذا الكتاب هو (كتابة مقرر) نقول لك مرة أخرى كيف سمح السيد الصدر للمقرر أن يثبت هذه العبارة المهمة والخطيرة في كتابه باعتبارها إنها قد تنسف نظرياته في الموسوعة .. إلا إذا كان المقرر قد سمعها من لسان السيد الصدر فعلا وهو الحاصل ..علما ان المقرر - لو صح كلامك - فانه كتبها في حياة السيد الصدر وامام مرأى ومسمع منه ولم يعترض او يستشكل عليه بل امضاها واقرها بواقع الحال ..