من المؤسف اننا وفي القرن الحديث وفي عهد التطور والتكنولوجيا الحديثة وتطور وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ومع وجود عالم الانترنت الواسع الذي كشف العديد من الحقائق التي كانت ولا زالت لا يعلم بها الكثير من الناس تصر جماعة من المسلمين على ان تسلك مسلك الواقفية على رجل دين لا لشيء فقط للعاطفة التي تدفعهم للبقاء على منهجه وسلوكه واعتبار كل شيء صدر منه هو بمثابة العصمة وأي تجرئ عليه حتى لو كان علميًا يعتبر اساءة له وهذا ما يحصل مع السيد الشهيد الصدر الثاني –رحمه الله- وللعلم انه بنفسه قد اعتبر بعض كتبه هي محلًا للكلام والنقاش (اطروحة) وهذا ما اشار اليه سماحة المحقق الصرخي في تغريدته على موقع تويتر قائلًا
((أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..عَالِمٌ نَاصِحٌ..غَيرُ مَعصُوم 4ـ الشّذرَاتُ وَمِنّةُ المَنّان.. أطرُوحَاتٌ..للتّفَلسفِ وَعَرْضِ الأفكَار أشَارَ الأستَاذ الصّدر بِكلّ جرأةٍ وَوضوح إلَى عَدمِ صَلاحِيّة الأطروحَات لِلاستِدلال مِن حَيث إنّها لا تَكشف الرّأيَ المُختار، وَأشَار أيضاً إلَى أنّه قَد انتَهَجَ أسلوبَ الأطروحَات فِي مِنّة المَنّان وَالشّذَرات وَمَوسوعَة الإمَام المَهدِيّ وَفِي عمومِ المؤلّفَات، وَحتّى الفقْه وَأصوله لَا يَخلو مِن ذلِك: . فَفي مِنّة المنّان، قَالَ الأستَاذ(رض):{قَد اتّخَذتُ فِي جَوابِ الأسـئِلَة أسلوبَ الأطروحَات، الأمر الّذي استَوجَبَ، فِي الأعَمّ الأغلَـب، أنّني لَم أعطِ الرّأي القَطعِي أو المُختَار، بَل يَبقَى الأمرُ قَيدَ التّفَلسُفِ فِي الأطروحَات}[منّة المنّان1:المقدّمة] . وَفِي الشّذَرات، قالَ الأستاذُ(رَحِمَه الله):{فَلسَفَة تَأريخ المَعصومِينَ(عَلَيهم السّلَام)..فَوقَ المُستَوى الاعتِيادِي لِلبَشَرِ.. وَأيّ كَلَام مُخالِفٍ لِلوَاقِعِ مِن الكَذبِ عَلى الله(عزّ وَجَلّ) وَعَلَى المَعصومِين(عَلَيهم السّلَام).. إلّا أنّ الّذي يُهَوّن الخَطب هوَ أسلوبُ الأطروحَات}[شذرات من فلسفة تأريخ الحسين(عليه السّلام)،ص10]))
فيجب ان نعلم جميعًا ان التقدم العلمي في مجال الفقه والاصول والعقائد والفلسفة لا يقف على عالم معين سواء كان في هذا العصر ام العصور السابقة، ويجب ان تخضع بعض الكتب التي هي محلًا للأشكال الى التحقيق والتدقيق لكي يعرف ما هو يوافق العقل او يخالفه وبهذا سوف نعلم اننا نسير نحو افق العلم والتطور ولا نبقى تحت طائلة الجمود الفكري القاتل والمدمر.
نعيم حرب السومري