من المؤكد أن لكل موضوع هناك سياقات علمية وأخلاقية واضحة ومفهومة حتى نحصل على نتائج جيدة ودقيقة، ومن تلك الأمور التي تعتبر غاية بالأهمية ألا وهي مسألة المرجعية الدينية وقد عُرف الاجتهاد، على أنه ملكة استنباط الحكم الشرعي من مصادره الأساسية وهي القرآن والسنة والاجماع والعقل، وهنا طبعًا عندما يكون المرجع ملم بتلك العلوم سوف يحصل نتاجه العلمي من خلال البحوث الأصولية والفقهية التي يصدرها الفقيه والتي تدل على اجتهاده ومن المؤكد كذلك أن الرسالة العملية للمجتهد ليست هي دليل الاجتهاد، والسؤال الذي لا بُد من طرحه لماذا يصر أصحاب الفكر السلوكي المنحرف على حصر الاجتهاد بدورة فقهية أو أصولية؟ ولم يرجعوا إلى أصل القضية العلمية والعودة إلى شروط مرجع التقليد والتي ذكرت في أوائل الرسائل العملية للفقهاء؟ وبالنتيجة أن المراد من ذلك هو تأسيس منهج خاطئ يؤسس لشبهات تتحقق مستقبلًا من قبل أصحاب المنهج الإقصائي السلوكي المنحرف يعمل على تكريس وتأييد كل فكرة ضالة تدمر الشعب وتسحقه وقد حذر منها (أي الحركات السلوكية) السيد الشهيد الصدر الثاني في خطبة الجمعة في سنوات تصديه للمرجعية وإقامة الصلاة في مسجد الكوفة ، وهي تدعي الانتساب إلى مرجعيته-رحمه الله- على اعتبار أنه معصوم بالعصمة الثانوية والتي لا يوجد دليل عليها لا في القرآن ولا في السنة النبوية الشريفة وكما أشار لذلك المحقق الأستاذ الصرخي الحسني في تغريدة له على حسابه في تويتر حين قال إن السيد الصدر عالم ناصح غير معصوم ولقطع دابر التلفيق من قبل تلك الحركات التضليلية التي عملت الكثير من المفاسد والمظالم تحت هذا العنوان (العصمة الثانوية)!! مع جميع العراقيين وبمختلف توجهاتهم المذهبية والقومية .
نعيم حرب السومري