من الطبيعي جدًا هو طرح بعض المسائل الأخلاقية والعلمية والتاريخية والعقائدية ومناقشتها بموضوعية وحياد ودون التعصب لهذا الطرف أو ذاك ثم إبداء الرأي الصحيح الذي فيه الصواب والحكمة، وهذا ما يحصل مع السيد الشهيد الصدرالثاني -رحمه الله- حيث أن السيد الصرخي الحسني يستعرض بعض المواقف والأمور التاريخية التي تتعلق بشهيدنا الصدر الذي صوره البعض على إنه معصوم بالعصمة الثانوية التي لا وجود لها دليل شرعي أو عقلي ومن ضمن تلك الأمور التي بحثها سيدنا الأستاذ وأشار إليها عبر صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو موضوع الصراع بين السلطة والسيد الصدر مبينًا في أدناه تلك الحقائق التي لا يعلم بها الكثير قائلًا
((الشواهدُ كَثيرةٌ، أكتَفِي بِمَوردٍ وَاحِدٍ، فَقَد تَوَجّه إلَيه سؤال: {هَل الإقَامَاتُ تَكليفٌ رسميٌّ مِن "الدّولَة"؟! وَهذا مَا يكثرُ وَيُشَاع الآن فِي إيرَان، خَاصّةً فِي "قُم" وَأتبَاع قم فِي سوريا وَلبنان، وَبِالخصوصِ حَولَ الشّيخ البَاكِستَانِيّ أو مَا شَابَه ذلك؟!}
قَالَ(رِحِمَه الله) فِي جَوابِه:{قَضيَّة التّجدِيد..مَسألَة الإقَامَات..مَسألَة المَدَارِس..هِيَ أمورٌ إلَى حدَّ ما (90 أو 95)% مِن اختِصَاص الدّولَة..فَمِن هذِه النّاحِية لَيسَ عَيباً أو مُستَغرَباً أن يَكون الأمرُ موكَلاً إلَى شَخص..وَهَذا مِن هذِه النّاحِيَة صَحِيح، وَطبعاً كَان هذا بِرِضَا الدّولَة وَينبَغي أن يَكونَ أكِيداً، وَحَسَب فَهمِي عَلَى أنّهم يُريدونَ "وَاحد عراقي" يوكِلون إلَيه هذا الأمر..أنا جَاءَني المَطلَبُ كَأنَّما نَاضِجاً وَنَاجِزاً وَهوَ أنّه أوَقِّعُ عَلَى هذِهِ الأمور}!!..{الشّيء الآخَر الّذِي يَنبَغِي روَايَته، أنّهُ بَعَد يَومٍ أو يَومَينِ مِن تَاريخِ عَدَمِ التّوقِيع، دَقَّ جَرَس التّلفون فِي البَيتِ فِي الحَنّانَة وَقِيلَ أنَّ مُحافِظ النّجَف يَتَكلّم مَعَك: السّلام عَليكم، عليكم السلام، قال:"كيف حالك سيدنا" قلت له:الحمد لله، المحافظ يقول:"أنَا سَمِعتُ بِأنّك لَم تُوَقّع لِشَيخِ بَشِير"! قلت له: نعم، قال:"لماذا؟" فَذَكَرتُ لَه بَعضَ الأمورِ الّتي يُنَاسِب المَقَام ذكرها، وَطَبعاً الواقع لا يمكن التصريح بها، قال لي:"عَلى أيَّ حَال، الدّولَة فَحَصَت عَن الأمرِ وَعَزمت عَلى إبقَائِه، فَأنَا أنصَحُك وَأقولُ لَك بِأنّك تُوقَّع علَى وَرَقَتِه" قلت له:هذا أمرٌ أم اقتراحٌ ونصيحةٌ؟ قال:"لا، اقتراحٌ وليس أمراً" قلت له: إذن تعفيني، وَانْتَهَت المُكَالَمَة وَلَم أوَقّع لَه}!! [لِقَاء صوتي1(البهادلي)، مواعظ ولقاءات:115]))
فإذا كانت أغلب الأمور هي بيد الدولة فلم الصراع معها؟؟ وهل أن شهيدنا الصدر الثاني كان لا يعلم أن السلطة آنذاك قد رسمت له فخًا لتوقعه فيه؟ ثم إنه -رضي الله عنه- اختار خط المواجهة والشهادة لكي يبعد عنه الشبهة التي وقع فيها على أنه (مرجع السلطة)؟؟ وكما ذكر ذلك المحقق السيد الصرخي الحسني في أحد محاضرته !
نعيم حرب السومري