M
مجزرة تنومة
تعيش اليمن الذكرى الـ 96 لمجزرة “تنومة” المروعة التي ارتكبها جيش آل سعود بحق آلاف الحجيج اليمنيين عام 1923م.
وتنومه بلدة في عسير، وكان الحاج اليماني زهاء ثلاثة آلاف عزّل من السلاح، كلهم مهللون بالإحرام للحج، فصدف أن ألتقت سرية جنود من جيش آل سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد «ابن أخ الملك عبدالعزيز»، بالحجاج اليمنيين وهم في طريقهم إلى مكة، فسايرهم الجنود بعد أن أعطوهم الأمان، ولما وصل الفريقان إلى وادي تنومه، وجنود السرية في الجهة العليا بينما اليمنيون في الجهة الدنيا، انقض الجنود على الحجاج بأسلحتهم فأبادوهم فلم ينج منهم إلا عدد قليل وقُتل أكثر من ٢٩٠٠ حاج.
وتقول المصادر التاريخية ان الحجاج اليمنيين بينما كانوا يجتازون وادي تنومة كانت قد ترصّدتهم مجموعات تكفيرية من جيش عبدالعزيز آل سعود في رؤوس الجبال المطلة على الوادي، يقال لهم الغُطْغُط ، بقيادة الوهابي سلطان بن بجاد العتيبي، فانقضُّوا عليهم بوحشية منقطعة النظير، وهم عزل من السلاح، فتقرّبوا إلى الله بزعمهم بقتل هؤلاء الحجاج اليمنيين جميعا رجالا ونساء؛ لأنهم بحسب عقيدتهم كفار مباحو الدماء والأعراض، بلغ بأولئك أن هنَّأ بعضُهم البعضَ الآخر بكثرة من قُتِل من الحجاج، فمن قتل حاجًّا واحدا بشّروه بقصرٍ في الجنة، ومن قتل اثنين بشَّروه بقصرين، وهكذا، وبعد ذلك سطوا على دوابهم وقافلتهم التي كانت تحمل الحبوب والدقيق والسمن واحتياجاتهم التموينية التي كانت أيضا سببا في سيلان لعاب هؤلاء الوهابيين التكفيريين.
وقد حاول آل سعود عبر بعض الأقلام المرتبطة بهم أن يبرروا هذه الفعلة عن طريق الادعاء بأن الجند السعودي ظن أن الحجاج مجموعة مسلحة من أهل الحجاز فاشتبكوا معها! والسؤال: متى كان اغتيال المسلمين وقتلهم بالظن جائزاً؟! ومع ذلك فقد كذّبت الوقائع تلك المزاعم، إذ ثبت أن الجند السعودي لم يقتلوا هؤلاء الوافدين إلى بيت الله الحرام، إلا بعد أن ساروا بمحاذاتهم مسافة معينة وتأكدوا من أنهم لم يكونوا يحملون السلاح.
وكان من ضمن ضحايا تلك المجزرة المروّعة، الحاج حسين القريطي، «والد الشيخ المقرئ محمد القريطي رحمه الله» الذي وُلد في نفس العام ولم يمنعه يتمه من تخليد نفسه بعلمه وصوته الذي ترنم به الذكر الحكيم على طريقته الخاصة حتى اعتبره أهل اليمن “عطر شهر رمضان”.
وقد ذكر القاضي يحيى بن محمد الإرياني «والد الرئيس الأسبق القاضي عبدالرحمن الإرياني»، أن الجند السعوديين كانوا يتنادون فيما بينهم «اقتلوا المشركين» وكان شعارهم «هبت هبوب الجنة وأين أنت يا باغيها»، وكان القاضي رحمه الله غزير الشعر، فجادت قريحته بقصيدة عصماء خلّد فيها الحادثة المروّعة وناقش فيها المتعصبين من الوهابيين بالحجة العلمية المقنعة، وبعثها إلى الإمام يحيى حميد الدين وإلى الملك ر وعلماء نجد، وقد اشتهرت القصيدة في ذلك الحين بين الناس وتناقلتها الألسن.
ومن الشعر العامي بين أيدينا اليوم قصيدة لأحد الشعراء غير المشتهرين اسمه علي أحمد جبل, كما ورد في نص القصيدة.
وتتألف القصيدة من قرابة ثلاثمائة شطر شعري مليئة بالتوجع والحزن على دم الحجاج المغدور بهم وداعية للأخذ بحقهم من القتلة.
وهي مبنية على هيئة شعر الموشحات, متألفة في كل دور من أربعة أسماط (أشطار), ويتبدل فيها الروي في كل مرة, في حين يتبع الأسماط الأربعة قفل من شطرين بروي واحد, ويتكرر الشطر الأخير من القفل في كل الأقفال.
وبعيداً عن القيمة الفنية للقصيدة تكمن أهميتها في أنها أرخت بوعي الذاكرة العامية وبساطتها لهذا الحدث الأليم.
وورد في نهاية مخطوط القصيدة أنها كتبت في شهر محرم سنة 1342هـ بخط شخص اسمه يحيى أحمد عبدالله, قال إنه كتبها لعناية شخص آخر اسمه حمود بن حمود إسحاق, وقد اخترنا منها ما يلي :
يا الله الغوث بك يا وثيق الحبال
يا مسلمين كيف عاد السرور
وحجاجنا في بطون النسور
من ذاك ملحق بهم في المغول
سواك يا من عليك الصبور
فالغوث بك يا مُجيب السؤال
يا الله العون بك يا وثيق الحبال
فيا غارة الله يا أهل العقول
حجاجنا اليوم صاروا قتول
ساروا مقاتيل بتلك السهول
ألا يا مساكين وماذا نقول
كيف عاد نسلا وكيف الحلال
يا الله العون بك يا وثيق الحبال
فيا من لك الأمر والمقدرة
حاشاك ترضى بذا المنكرة
من مجرمي الفرقة الفاجرة
بلا دين ملاعين في الآخرة
اذي بالإسلام قد صدقوا بالفعال
يا الله العون بك يا وثيق الحبال
يقول علي أحمد جبل في القصيد
أمسيت ساهر وقلبي بليد
مِن علم أغضب جميع العبيد
فابن جبل ليس عاده يريد
دون الشهادة واسير بروس الجبال
يا الله العون بك يا وثيق الحبال
يقول علي أحمد, حين, يا رشود
أمسيت ساهر حزين الكبود
حيث حجاجنا
إجرام اليهود بني سلول بحق اليمنيين لن ننساه ولابد ما نأخذ بثأرنا فعدوانهم لم يبدأ في عام ٢٠١٥ م وإنما منذ ما يقارب المائة عام عندما ارتكبوا مجزرة تنومة وقتلوا ثلاثة ألف حاج يمني وهو في طريقهم لبيت الله غدراً وعدواناً والغريب كيف استطاعوا تضليل الرأي العام العالمي واخفوا هذه الجريمة
لكن ماورد في القصة بأن الإمام يحيى حميدالدين سلام الله قبل باعتذار آل سلول وانه تصالح معهم مقابل مبلغ من المال افتراء وكذب الغرض منه تشويه صورة الإمام يحيى والحقيقة أن الإمام دخل في حرب مع بني سلول بقيادة ابنه ولي العهد الإمام أحمد الذي حقق انتصار كبير ووصل لمشارف الطائف فستعان آل سلول بحليفهم الإنجليز وشنوا هجوم على مدينة الحديدة بمساندة القوات البريطانية مما دفع بالإمام يحيى لقبول الصلح حقناً للدماء وحفاظاً على سيادة اليمن
بيان رابطة علماء اليمن بمناسبة الذكري المئويه للمجزره -
بيان رابطة علماء اليمن بمناسبة الذكرى المئوية لمجزرة تنومة بحق حجاج اليمن ومنع النظام السعودي الحج لهذا العام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : ﴿وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
والقائل عزوجل: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾.
والصلاة والسلام على رسول الله القائل : «لا تَزَالُ أُمَّتِي يُكَفُّ عَنْهَا الْبَلاءُ مَا لَمْ يُظْهِرُوا خِصَالاً؛ عَمَلا بِالرِّيَاِ، وَإِظهَارَ الرُّشَا، وَقَطْعَ الأَرْحَامِ، وَتَركَ الصَّلاةِ فِي جَمَاعَةٍ، وَتَرْكَ هَذَا البَيْتِ أَنْ يُؤَمَّ، فَإِذَا تُرِكَ هَذَا البَيْتُ أَنْ يُؤَمَّ لَمْ يُنَاظَرُوا.صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضوان الله عن صحبه الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين».
وبعد
فإنه تزامناً مع مرور مائة عام على المجزرة التي ارتكبها النظام السعودي بحق حجاج اليمن في تنومة من بلاد عسير والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف حاج منهم تسعمائة حزت رؤوسهم بغي رحق إلا أن يقولوا ربنا الله، وتزامناً مع هذه الذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة لا زال النظام السعودي المتولي لليهود والنصارى يصب جام غضبه ومكنون حقده على الشعب اليمني خاصة وعلى غيره من بلدان المسلمين في حربٍ عدوانيةٍ ومجازر دموية يومية يرتكبها منذ أكثر من خمس سنوات لم يتوقف العدوان فيها يوماً واحداً، الأمر الذي أكد وحشية هذا النظام ودمويته وكشف اللثام عن فكره الظلامي ومنهجه التكفيري الإرهابي، الأمر الذي لم يدع مجالاً لنسيان هذه الفاجعة الأليمة ومحوها من الذاكرة بل زادها رسوخاً، كما أتت هذه الذكرى متزامنةً مع موسم الحج لهذا العام وقرار النظام السعودي الجائر الذي حرم الملايين من المسلمين من أداء فريضة الحج وقصر الحج على مجموعة قليلة جداً في الداخل السعودي يختارهم هو بحجة كورونا دون التنسيق مع بقية الأنظمة الإسلامية والهيئات العلمائية في تصرف أرعن يوحي بأن الحرمين الشريفين حق له يتصرف فيهما كيف يشاء ولمن يشاء ويمنع من يشاء ضارباً بذلك عرض الحائط قول الله تعالى: ﴿سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ﴾[الحج:25] ، وأن المسلمين كل المسلمين يستوون في هذا الحق المشروع دون فرق بين شعب وشعب وعرق وعرق.
وإن رابطة علماء اليمن إذ تجدد إدانتها لمجزرة تنومة وما تبعها من مجازر بحق الشعب اليمني والعدوان والحصار المستمر حتى كتابة هذا البيان لتؤكد إدانتها للقرار الجائر بمنع ملايين المسلمين من أداء فريضة الحج وتؤكد على التالي:
1- أن تلك المجزرة التي ارتكبت بحق ضيوف الرحمن من أبناء اليمن لم تكن لتحدث لولا تواطؤ بريطانيا التي أنشأت هذا النظام السعودي متزامناً مع إنشاء الكيان الصهيوني وهي ذاتها اليوم ومعها أمريكا من يدعم تحالف العدوان الذي يقتل الشعب اليمني ويحاصره ويرتكب بحقه المجازر الوحشية بأسلحتهم وخبرائهم ومرتزقتهم ويغطون على جرائمه.
2- من الأهمية بمكان أن يجمع علماء الأمة الإسلامية ومفكروها وعقلاؤها وأحرارها ومثقفوها على اتخاذ قرار بعدم أهلية النظام السعودي لإدارة شؤون الحج والحرمين ورفع يده عنهما كونه قد وظف ولا زال الحرمين الشريفين ومناسك الحج لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي ويسيء استغلالهما.
3- تدعوا الرابطة علماء المسلمين بالتحرك لكشف حقيقة الوهابية التكفيرية بالوعي والحكمة والحجة والبرهان والتحذير منها حتى لا يستمر مشائخ الوهابية في تدجين الأمة وتضليلها وتقديم شباب الأمة لمحارق الموت خدمة للأعداء.
4- تعتبر الرابطة قرار النظام السعودي المتزامن مع ذكرى مجزرة تنومة بمنع الحجاج الوافدين من أداء فريضة الحج لهذه السنة تحت ذريعة الحفاظ على النفس الإنسانية من مرض كورونا قرارا خاطئا جائرا ومتناقضاً وساقطاً فقرارهم بمنع ملايين المسلمين من الحج يناقضه قرارهم بالسماح لفتح دور اليسنما وقاعات الملاهي وغيرها من التجمعات وارتكابها المجازر بحق أبناء الشعب اليمني.
5- تؤكد الرابطة على أن السكوت على سياسة وقرارات النظام السعودي الظالمة والمنحرفة سكوت يغريه ويجعله أكثر تمادياً للإقدام على قرارت وخطوات لاتسيء إليه ولا يتحمل تبعاتها وتداعياتها لوحده بل يشاركه في الإثم والوزر كل الساكتين والصامتين والمحايدين من علماء ودعاة ومفكري الأمة، وتؤكد على وجوب رفع الصوت عالياً والصدع بكلمة الحق أمام هذا النظام الجائر والفاسد الذي يصد عن البيت الحرام ويهلك الحرث والنسل في العالم الإسلامي ويسارع ليل نهار في مودة الذين كفروا من أهل الكتاب.
6- تدعو رابطة علماء اليمن بمناسبة اقتراب موسم الحج الأمة العربية والإسلامية إلى الوحدة وجمع الكلمة ورصِّ الصفوف ورأب الصدع لمواجهة الأخطار المحدقة بالعالم العربي والإسلامي وأخذ الدروس والعبر من فريضة الحج التي جعلها من أعظم الشعائر رمزيةً لوحدة المسلمين.
7- تدعو الرابطة إلى التعاطي الجاد مع كل الأصوات والمبادرات الحكيمة التي تدعو إلى الحوار وإطلاق جميع الأسراء والمختطفين ولاسيما أولئك الذين اختطفوا وهم عائدون من أداء فريضة الحج وعلى رأسهم السيد العلامة يحيى بن الحسين الديلمي ورفيقه.
وفي الأخير نسأل الله تعالى أن يردَّ المسلمين إلى دينهم مردّاً جميلا، وأن يجمع كلمتهم ويؤلف بين قلوبهم، وأن ينصر الحق وأهله ويخذل الباطل وحزبه، ويعجل بزوال الظالمين، والنصر للمستضعفين.
صادر عن رابطة علماء اليمن
بتاريخ 17/ ذو القعدة / 1441هــ الموافق 8/7/2020م
تقريرالشحات شتا