أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. مقال مهم جدا وفيه وصية المجاهد أبو عمر أحمد صابر محمود محمد الفذ العبقري الصادع الصداع الحر الليث الفارس الجسور الذي لم يتنازل ولم يبدل قيد أنملة. لم ألتق به قط إلا أن الأرواح تلتقي وقد التقت في عالم الذر ومن لم يصدق ذلك فهو كافر كفرا أكبرا مخرجا من الملة العظمى. نعم إنه نادرة زمانه سجن في سجون الطاغوت باستقبال طرة بعد فترة من اختطاف العصبة السوقة الزبانية له في 20 4 2014 في مبنى مباحث الزبانية فلم يظفروا منه باعتراف واحد ولشدة جرأته في وجوه الظالمين جعله الإخوة مسيرا على الطابق الرابع فيما أذكر وكان يأتي بحق المعتقلين من الجنائيين ومن العصابة الزبانية بل أزيدكم شيئا لعل أهله لا يعرفونه ألا وهو تصديه للعصابة الخارجية الداعشية المجرمة المارقة شر الخلق والخليقة كما قال صلى الله عليه وسلم. نعم كان يشتبك مع الدواعش صنيعة يهود ويثبت أنهم أراذل العباد عباد الله في الأرض. عرضوا عليه أن يتعاون معهم يعني عسكر الزبانية مقابل بعض التسهيلات والخروج فأبى وتلك شيمة الرجال.نقارع طغمة البغي ونأبى بأن نحني رؤوسا للرعاع. ألسنا الأسد من ركب المطايا وأخضعها فهل تنكى السباع فأنعم بالرجال رجال صدق تصول فيرغم الرجل الشجاع. ولشدة جرأته نقله الزبانية السفلة الصعاليك لسجن العقرب 2 شديد الحراسة لسنين منعوا عنه الزيارة في آخر أربعة أشهر حتى استشهد جزما بوعكة صحية في أول ذو الحجة 1442 هجرية. أما وصيته العجيبة فاسمعوا يا عباد الله يا أحباب المجاهد الكريم الشهيد. كانت الوصية ثلاث وصايا يا عباد الله في ثلاث رؤى. حيث جاءني في 20 شعبان 1443 هجرية وفي ثالث وعشرين شعبان من نفس الشهر وأخيرا 26 شعبان 1443 ويا للعجب لقد جاءني على الشكل الثاني شعر أسود مفلفل ووجه عريض وطول بعرض وقال لي إن أردت مرافقتي في الجنة فافعل ثلاثا تورث مالك كاملا لأم عمر ثم جاءني في الأخيرة بعد الظهر وقال ولا ترى في نفسك فضلا فعلمت أنه يعلم أنها في يسر مادي ومع ذلك أوصاني بأن تكون الوريث من بعدي ولك علي تنفيذها يا أبا عمر. والثانية تقوم بعمل مشروع تتصدق منه نيابة عني: يا الله حتى وأنت في دار الخلد يا أبا الفوارس تتذكر الصدقات حتى وأنت في جنة الله تحب الصدقات ألم أقل لكم هذا نادرة زمانه وفارس عصره وأوانه. خذوا الثالثة يا شباب. قال لي وتلك الخاتمة ولا أعرف لها تفسيرا والله المستعان. قال وتستشير أم عمر في كل أمورك كما كنت أستشيرها ولما جئت أسأله انصرف. بالله عليكم هل مثل هذا رجل. وأنا أقسم بالله يا أبا عمر لأنفذن وصاياك الثلاثة ولن أتراجع عن ذلك ولو أدى الأمر لقطيعة مع الدنيا كلها والله يجمعني بك شهيدا معك ومع الوالد فقد زرتنا في الرؤيا فمتى نفطر عندك هل آن أن نتخفف من الدنيا الفانية ونلقاك ونكون معا في الجنة. إلى اللقاء القريب يوم الشهادة وإلى موعد في جنات الخلود. لقد زاد الحياة إلي بغضا وحبا للشهادة من صميمي رحيلك يا أبا عمر دهاني وذوبني كملح في خضيم وأنهكني وهد الجسم مني فأضحيت كما الطفل الفطيم سقام يهزل الأجساد نحلا ويجعلها كزرع من هشيم فعيش بعدكم والله غم ومكلمة من الخطب الجسيم. فؤادي قد تقطع من ضرام بحزن لاعج سعر وجيم وعيني قد بكت سحاء تهمي كفيض الوبل بالدمع السجيم كأن الأرض قد رجت وبست وهدهدت الصخور من الكديم. دعوت الله يحشرنا جميعا بجنات ونخل من هضيم ويسقيكم من العسل المصفى ومن خمر وماء من شبيم ويرزقكم حوار ليس يشقى مصاحبها فأكرم من نديم. ستلقاك الحوار بكل بشر بوجه ضاحك طلق بسيم. أليس شهادة في الله تمحو ذنوب الدهر والفعل الأثيم. أليس شهادة للمرء تعلي مقامته وينجو من حميم. إلى آخر القصيدة التي تستحق والله العظيم أكثر منها. كتبه العبد الفقير إلى الله وصيك مصطفى حسين فتحي عبد العزيز الوسيمي أبو أسيد راجي الشهادة المشتاق إليك قريبا.
بقلم صطفي حسين فتحي عبدالعزيز الوسيمي