السبب الحقيقى لتحفظ امريكا تجاه الاحداث فى مصر الفترة الماضية كان هو ذهول الامريكان من المستوى الذى وصل اليه العرص فى الخيانة و الخسة و الانحطاط و الحقارة .. الامريكان لا يصدقون حتى الان انه يمكن ان يكون هناك مخلوق بهذه الحقارة من تلقاء نفسه .. امريكا دائما تصنع العملاء على عينها و تنفق عليهم فى التدريب و التربية .. كرازاى .. حفتر .. جلبى .. كل هؤلاء قضوا سنوات طويلة على الارض الامريكية بين ايدى مخابرات امريكا يتم تربيتهم و اعدادهم لمهمتهم عن طريق برامج و مناهج محددة .... اما العرص فرغم انه لم يقم فى امريكا السنوات الطوال مثلهم الا انه فى خيانته لبلده و عمالته لهم قد فاقهم جميعا ..الامريكان يتسائلون فى ذهول .. ما هو جدوى الانفاق على تدريب عنصر عميل للوصول به الى مستوى كرازاى اذا كانوا بالبحث الدقيق فقط سيجدون عنصر اكثر جاهزية للخيانة بدون تدريب كالعرص ..الاسرائيليون ايضا فى ذهول ..ان العرص بالخدمات التى حققها و ما زال يحققها لشعب اسرائيل قد تفوق على شارون و بيريز و بيجن و شامير و بن جوريون .. بل انه ياتى فى المركز الثانى مباشرة بعد الملك كورش الذى اعاد اليهود من السبى البابلى متفوقا بذلك على كل الملوك فى تاريخ بنى اسرائيل منذ ايام سيدنا موسى .. الاسرائيليون فى حيرة .. ماذا سيفعلون اذا طلب العرص ان يتم تنصيبه ملكا على شعب اسرائيل مقابل ما قدمه للشعب الاسرائيلى من خدمات ؟ الاسرائيليون لن يستطيعوا وقتها ان يرفضوا.. لان فى التاريخ الاسرائيلى هناك من قدموا لشعب اسرائيل خدمات اقل بكثير من خدمات العرص و تم تنصيبهم ملوك على شعب اسرائيل .. و ماذا تساوى اى خدمة قدمت لشعب اسرائيل اذا قورنت بتصفية صفوة عقول و خبرات شعب مصر بالقتل او بالاعتقال ..و تحويل وجهة الجيش المصرى ليقاتل مصريين و فلسطينيين ..ومحاولة هدم الجماعة الوحيدة التى وفرت لمسلمى العالم نوعا من الارتباط فيما بينهم بعد سقوط الخلافة العثمانية ...ان اليهود حين كانوا يضعون تصوراتهم للحصول على مثل هذه النتائج كانوا يفاجئوا بان ذلك يتطلب منهم تخطيط و مؤامرات تستمر من سبعين لمائة عام على الاقل يتم فيهم انفاق المئات من مليارات الدولارات و التضحية بالالاف من جنودهم ....مصدر اخر لحيرة الاسرائيليون هو تغير ترتيب مقدساتهم .. اذا كان المعبد اليهودى فى القاهرة الذى تربى فى كنفه العرص له كل هذا التاثير على العرص.. فان هذا المعبد بذلك يتفوق على جميع اماكن اليهود المقدسة بما فيها حائط البراق ( المبكى ) و هيكل سليمان المزعوم .. لم يذكر التاريخ ان شخصا زار حائط البراق او هيكل سليمان قد تاثر باى منهما حتى تولدت لديه الرغبة فى خدمة شعب اسرائيل و تدمير اعدائها مثلما حدث للعرص من معبد القاهرة ..المعبد اليهودى فى القاهرة بذلك يستحق بجدارة ان يكون اكثر مكان مقدس لليهود على مستوى العالم بلا منافس...ان الامريكان و الاسرائيليين سيبداون فى استيعاب الصدمة و التوقف عن الذهول .. عندما ينتبهوا لحقيقة ان الشيطان لا يحتاج الى تدريب ليكون خائنا .. و لا يحتاج لزيارة معبد ليجعله شريرا ..الشيطان نفسه هو مصدر للخيانة و مصدر للشر .. و اذا استحوذ الشيطان على مخلوق .. فلا عجب ان يكون هذا المخلوق عرصا مثل عرص مصر
