ما هو اثمن ما تمتلكه الامة الاسلامية اليوم ؟ اثمن ما تمتلكه الامة الاسلامية اليوم لم يعد البترول ولا المعادن النفيسة ولا الاثار ولا الموقع الجغرافى و لا الاراضى الزراعية ولا الانهار . اثمن ما نمتلكه اليوم هو تلك الزمرة من ابطال حركة حماس . تلك الزمرة التى فعلت المستحيلات و قد كنا نظن ان المستحيلات قد ولى زمنها .الابطال الذين استحدثوا فى المعارك الحربية نطاقا جديدا هو نطاق الحرب تحت الارض فى الانفاق ليضاف الى نطاقات الحرب المعروفة الارض و الجو و البحر..الانفاق التى حفروها فى زمن قياسى لا يزيد عن 8 سنوات بموارد محلية 100% و بمعدات بدائية بسيطة و امكانيات صفرية معدومة .. لم نسمع ان حماس استدعت خبيرا يابانيا او المانيا ليصمم لهم الانفاق و لم نسمع انهم استوردوا حفارا افقيا من فرنسا او روسيا.. بل انهم انجزوها فى ظل حصار يمنع عنهم اى مواد خام للبناء واى مواد او معدات للتصنيع مسمارا فما فوقه و فى تخفى من مراقبة اقمار صناعي مسلطة عليهم ترصد دبيب النملة على الارض او تحتها ( نفق القصة الحقيقية لفيلم الهروب الكبير الذى يعتبره الغرب معجزه كان طوله 100 متر تحت عمق 9 متر و ارتفاعه 60 سم حفره 600 جندى اسير و استغرق منهم سنة . انفاق حماس عددها بالمئات و اطوالها تزيد عن 2500 متر على عمق يزيد عن 25 متر و ارتفاعاتها مترين و نصف ) .. سلاح حفر الانفاق بالتقنية التى استخدمها ابطال حماس يجعله سلاحا خطيرا لا يقدر بثمن .و ذلك انه يلغى عمل كل التحصينات و التجهيزات التكنولوجية و كاميرات المراقبة و الاسلاك الشائكة المكهربة التى تقام حول النقاط الحصينة و يخترق التحصينات بالوصول الى تلك النقاط من تحت الارض . ان احتمالية نشر حماس لتقنية عمل الانفاق و نقل خبرة و خبراء عمل الانفاق الي حركات المقاومة المختلفة حول العالم التى يستحيل ان تكون امكانياتها اقل من امكانيات حماس هو امر يقلق امريكا و عملائها اكثر من اى شىء اخر .. تخيل عملية حفر نفق يمتد الى داخل مطار حربى و يخرج المقاتلون من النفق باسلحتهم ليدمروا عشرات الطائرات الحربية تكلفتها مليارات الدولارات.. تخيل حجم الخسارة فى الوقت و الجهد و المال و ميزان القوة التى ستتسبب للاحتلال من ذلك.. تخيل عملية حفر نفق يمتد حتى يصل الى قصرا رئاسيا و يخرج المقاتلون من النفق ليقتلوا رئيسا من اولئك الرؤساء الكرازايات الذين تضعهم امريكا لحماية مصالحها بعد ان قضت السنوات الطويلة فى اعدادهم و حمايتهم ..بخلاف سلاح الانفاق استطاع ابطال حماس تطوير طائرة بدون طيار و بندقية قنص و اجهزة تشويش و اختراق لموجات الارسال الفضائية و كل ذلك فى نفس الظروف المستحيلة و الامكانيات الصفرية المعدومة التى سبق ذكرها .. اذن ماذا تبقى لرجال حماس ليقلبوا موازين الحروب التقليدية ؟ يتبقى لهم تطوير اسلحة للدفاع الجوى للوقاية من هجمات الطيران و تطوير سلاح كيماوى دفاعى مضاد للهجمات الكيماوية و الاشعاعية ..و من المؤكد ان الدراسات لتطوير مثل هذه الاسلحة كانت قد بدات بالفعل و قد المح لذلك جيش الاحتلال الصهيونى فى الحرب الاخيرة عندما قام بقصف الجامعة الاسلامية فى غزة و علل ذلك بان معامل الجامعة تستخدم فى اجراء ابحاث اكاديمية لتطوير اسلحة المقاومة ..اذا علمنا ان ميزانية وزارة الدفاع فى بلد واحدة هى امريكا فى السنة الواحدة تقترب من 400 مليار دولار و ان مجموع تلك الميزانيات لعشرات السنين فى امريكا و دول اخرى كثيرة مهددة بتحييدها او الحد من تاثيرها و فاعليتها بمثل ما تبتكره حماس ادركنا قيمة هؤلاء الابطال . فى اثناء حرب غزة خرج وزير خارجية امريكا بعرض ساذج و هو نزع سلاح المقاومة مقابل 50 مليار دولار يعطوهم لحركة حماس لاعادة البناء .. هذا هو ما تعرضه امريكا و اسرائيل اليوم لتعطيل عمل ابطال حركة حماس و هما على استعداد لعرض عشرة امثاله لمن يضمن لهما القضاء على حياتهم و تخليصهما من كابوسهم نهائيا . و ستعمل امريكا و اسرائيل على تجفيف المنابع التى يخرج منها مثل هؤلاء الابطال بمحاولة نشرالانحلال والمخدرات بين شباب غزة املا فى ان يعيدوا تجربة العرص و مخابراته الذين اغرقوا مصر فى المخدرات و غيبوا شبابها . امريكا و عملاؤها مستعدون لدفع عشرات المليارات لاغراق شباب غزة بالمخدرات حتى و ان وصل الامر ان توزع المخدرات فى غزة بالمجان. الان بعد حرب غزة و ظهور تلك الامكانيات و الاسلحة الجديدة التى طورها ابطال حماس يتبين لنا السبب الذى جعل الاعلام المصرى القذر يشن هجومه على حركة حماس و التحريض عليها مبكرا حتى من قبل عزل الرئيس محمد مرسى و السبب الذى جعل العرص يبدا بعزل سيناء و بدء عمليته العسكرية فيها من اول دقيقة فى انقلابه . كلها اوامر صهيونية مبنية على معلوماتهم الاستخباراتية عن تنامى قدرات حماس ينفذها العرص و اعلامه القذر دون حتى ان يعرفوا ما سببها .. الان ايضا نفهم كيف ضحت امريكا بمادئها التى قامت عليها دولتهم و خانت مبادىء دستورهم الراسخة و ساندت الانقلاب العسكرى فى مصر و تغاضت عن مذابحه .. ان كلمة السيد الرئيس محمد مرسى ( لازم ننتج سلاحنا و غذائنا و دوائنا ) لم تذهب عندهم هباءا ..لا يا سيدى الرئيس لن يسمحوا ابدا لرجال مثلكم من نفس عينة رجال حماس ان يمتلكوا امكانيات انتاجية بحجم امكانيات دولة مصر ..لن يسمحوا بذلك مهما كلفهم الامر .