فترة وجيزة على الانتخابات الرئاسية المطعون في شرعيتها، والتي فاز فيها قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي في ظل استمرار خطف الرئيس الشرعي محمد مرسي، بدأت صحف "إسرائيل" تكشف عن أبعاد المؤامرة على ثورة 25 يناير 2011 التي شهدتها مصر.
وتشير هذه الصحف بوضوح إلى ضلوع القيادة الإسرائيلية فيها، ووجود تفاهمات سرية بين "إسرائيل" والانقلابيين، الذين اغتصبوا السلطة في القاهرة، وعصفوا بمؤسسات الثورة المنتخبة من قبل الشعب.
وعلى سبيل المثال، قالت صحيفة "جلوبز" الإسرائيلية إن عبد الفتاح السيسي (الرئيس المصري الجديد) يرى في إسرائيل "دولة شقيقة". ورأت الصحيفة أن "إسرائيل حظيت باحترام الرئيس السيسي، ومن بين كل جيرانها، كانت هي الوحيدة التي منحت مصر دعما طوال ثلاث سنوات ونصف السنة من الصدمة القومية، كما ساهمت إسرائيل في الحرب ضد الإرهاب في سيناء، في تنسيق تام بين مصر وإسرائيل لم يكن له مثيل من قبل".
الهزة الإقليمية
وفي ذات السياق أيضا، يقول المحللون "الإسرائيليون" أن السيد عبد الفتاح السيسي اتفق مع قادة تل أبيب على أن يمتنع عن دعوة بنيامين نتنياهو وشمعون بيريز لمراسم تنصيبه.
"تشير الصحف الإسرائيلية إلى وجود تفاهمات سرية بين إسرائيل والانقلابيين، الذين اغتصبوا السلطة في القاهرة، وعصفوا بمؤسسات الثورة المنتخبة من قبل الشعب"
وبرروا ذلك بأنه "طالما الأوضاع غير مستقرة في مصر والعالم العربي، مطلوب من (إسرائيل) أن تحافظ على وتيرة هادئة في علاقاتها مع النظام العسكري الحاكم في القاهرة".
ويرى الإسرائيليون أن انتكاسة الربيع العربي في مصر وسوريا -تحديدا- أتاحت لتل أبيب المزيد من الفرص لكي تفرض أجندتها وتصوراتها للعلاقات المأمولة مع الدول المجاورة لها.
ويقولون أيضا، في الأوضاع المصرية الراهنة، إن أية علاقة علنية أكثر مما ينبغي بين "إسرائيل" والانقلابيين حكام القاهرة، من شأنها أن تحبط الهدف المرجو من وراء إقامتها، وذلك طالما لم ينقشع الغبار عما أسموه بـ "الهزة الإقليمية" حسب وصفهم للربيع العربي.
وهنا يتوجب علينا أن نتوقف أمام تقرير للمعلق العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي كتبه لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بعد ساعات من تنصيب السيسي رئيسا، يقول فيه ما يلي:
"ينبغي أن نذكر أيضا أن في هذا العالم صديق عدونا هو عدونا اللدود، لهذا يحظر المس في مصداقية القادة الجدد بمصر، عن طريق إقامة علاقات وثيقة وظاهرة أكثر مما ينبغي مع الحكم العسكري الذي يقف السيسي على رأسه".
ومضى قائلا "ويجب أن نتذكر أن حكام القاهرة الجدد ينبغي أن يحتفظوا بمكانتهم كوسطاء نزيهين في مسألة غزة وكمحاربين للجهاديين في سيناء في إطار التفاهمات السرية بينهم وبين تل أبيب".
شراكة إستراتيجية
وبينما طالب الوزير المتطرف أفيغدور ليبرمان قادة مصر وسوريا ودول عربية أخرى بأن يعترفوا بتل أبيب فورا بلا شروط مسبقة، ويتعاملوا معها في النور، وعلى الملأ، كان يعرف بحكم موقعه السياسي أن انتكاسة الثورة المصرية شكلت شراكة إستراتيجية حقيقية بين "إٌسرائيل" والانقلابيين في مصر، بل ومع من يدعمون انقلاب السيسي العسكري في المنطقة والعالم.
ومن خلال تحليلنا لمواقف تل أبيب، فإن قادتها الذين تورطوا في دعم قيادة الثورة المضادة بمصر، وما ترتب عليها من عملية سياسية باطلة شكلا ومضمونا، يفضلون ألا يبرز دورهم المساند للسيد عبد الفتاح السيسي ورفاقه ظاهرا، لماذا؟
الإجابة تجيء على ألسنة الخبراء الصهاينة، حيث إنهم يرون أن هناك احتمالا أن يواصل الاقتصاد المصري تدهوره، وحينها يتحول غضب الجماهير باتجاه إسرائيل، بعد أن تقلب الطاولة على هؤلاء القادة الجدد في القاهرة.
"بعض قادة إسرائيل الذين تورطوا في دعم قيادة الثورة المضادة بمصر، وما ترتب عليها من عملية سياسية باطلة شكلا ومضمونا، يفضلون ألا يبرز دورهم المساند للسيد عبد الفتاح السيسي ورفاقه ظاهرا"
ولهذا يفضل الخبراء الصهاينة أن تساعد إسرائيل بهدوء النظام الجديد في القاهرة وقيادة الجيش، وفي ذات السياق فإن الصهاينة يرون أن القوات المسلحة المصرية بدورها ستعمل في هدوء من أجل مصلحة قادة الانقلاب التي تخدم أيضا مصلحة إسرائيل.
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية