لا فرق بين الصالح و الطالح عند السيستاني
عندما تحتدم الصراعات السياسية و تبلغ ذروتها بين الكتل و الأحزاب عامة و المرشحين خاصة ، و عندما تصل حالة اليأس عند الجماهير ، إلى مستويات تنذر بخطر يتهدد البلاد و عندما تتيقين أن لا خير يُرتجى من السياسيين الفاسدين ، و أن البلاد تشرف على السقوط في منزلق لا يُحمد عقباه ، حينها ستكون في وضع لا تُحسد عليه فهي حتماً ستلجأ إلى طرق باب المرجعية الدينية التي تولت إدارة زمام الأمور ، فالعراقيين الذين باتوا ينتظرون منها خطوة جريئة يخلدها التاريخ ، و لكنه مما يؤسف له أن هذه المرجعية الغريبة الاطوار لم تلبي مطالب الجماهير الناقمة على العملية السياسية التي جاءت بها هذه المرجعية رغم علمها المسبق أن رموزها فاسدون و عملاء للغرب و الشرق ولا يبحثون عن مصالح البلاد و العباد ، و همهم ملئ جيوبهم و تكوين الثروات المالية الطائلة ورغم كل هذه الاخلاق الفاسدة التي يتصف بها قادة العهر السياسي فقد زكتهم المرجعية و وصفتهم بملائكة رحمة ، و بناة للعراق و بهم ستتقدم عجلة النهوض و التطور إلى الأمام لكن واقع الحال البائس الذي يعيشه العراقيون أثبت عكس ما يقوله السيستاني فالحال المزري من سيء إلى أسوء ، وبعد هذه المآسي فقد خرج السيستاني بفتوى المجرب لا يجرب و التي أثبتت هي الأخرى فشلها خاصة مع قرب موعد الانتخابات ، و السبب يكمن في وكلاء السيستاني الذين ضربوا بها بعرض الحائط فقادوا بأنفسهم الحملات التثقيفية لكبار رموز الفساد من المالكي و عمار الحكيم و باقي مرشحي الوجوه الكالحة الفاسدة ، و بعد تيقن السيستاني بعدم امتلاكه الجرأة و الشجاعة في إصدار فتوى تسمي الفاسدين باسمائهم الصريحة خوفاً على انكشاف خيوط اللعبة التي مارسها و لا يزال يمارسها مع هؤلاء السياسيين ، و دوره فيما وصل إليه العراق من خراب ، و دمار ، و سرقات و فساد ، و كذلك أيضاً لبقاء ديمومة مرجعيته ذات الفراغ العلمي و الفكري و التي تقف على المحك في حال إصداره فتوى تسمي أسماء رموز الفساد صراحة لذا بدأ السيستاني يبحث عن مخرج من هذا المأزق الخطير خاصة و أن الجماهير تنتظر منه بفارغ الصبر توضيح فتوى المجرب لا يجرب فقد وجد السيستاني ضالته في ممارسة اللعب على الحبلين ؛ لكي لا تصل الجماهير إلى مراد حقيقة تلك اللعبة فعاد السيستاني في خطبة الجمعة الماضية ليفتي وعلى لسان وكيله بأنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين ، هو يقف على مسافة واحدة من الفاسد و الصالح فأي عاقل تنطلي عليه هذه الحيلة التي لا تغنِ ولا تسمن من جوع ؟ فالقران الكريم يفرق بين الاعمى الضال ، و الانسان السوي البصير بعقله فقال( وما يستوي الأعمى و البصير ) فبين الصالح ، و الفاسد بون كبير ، و فرق شاسع فكيف يساوي السيستاني بينهما ، و يقف على مسافة واحدة منهما رغم أنهما من الاضداد التي لا تجتمع أبدا ؟ .
بقلم الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي