على نهج جدته الزهراء.... سار المحقق الصرخي في تبنى مشاريع الاعتدال والوسطية
بقلم:ناصر السعيد
في ذكرى شهادة البضعة الطاهرة سيدة نساء العالمين الصديقة فاطمة-عليها السلام-نستذكر جوانب من شخصيتها العظيمة لتكون لنا نبراسا وطريقا لنصرة الحق وصاحب الحق في أي زمان وفي أي مكان...
فكانت فاطمة-عليها السلام- تدافع وتجاهد بلسانها الرقيق وأسلوبها العذب ومنطقها الرصين كما كان أبن عمها علي مرافقاً وملازما للنبي يذب عنه الحجارة وأذى قريش ويدفع عنه الصبيان عندما يلاحقونه بالحصى والحجارة فكان علي يتقيها بنفسه وكانت تشاهد تضحيات علي عن كثب وترى صمود أبيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانت تزداد ثباتا في جهادها منذ صغرها..... ومع بعلها أمير المؤمنين كانت نعم الزوج والمعين له ونعم النصير حتى ماتت مظلومة مغصوب حقها .
وممن تطرق لجوانب من شخصية الزهراء-عليها السلام-وتضحياتها ومواقفها المبدئية الثابتة المفكر الاسلامي المعاصر المحقق الصرخي وهذا مقتبس من فكر المحقق المهندس لشخصية الصديقة الطاهرة-عليها السلام-:
(قال المرجع الصرخي " خرجت فاطمة (عليها السلام) - ونعتقد بهذا ويوجد ادلة ونعتقد بصحة الادلة – للمطالبة بحق علي للاشارة الى حق علي للاحتجاج على الاخرين بحق علي بمنزلة علي بوصية علي بإمامة علي بإحقية علي (عليه السلام) بإفضلية علي ، هذا حصل واقعا وانتهى الامر كما ذكرنا موقف اهل البيت ليس المنصب والكرسي والسلطة والمال والوزارة ورئاسة الوزراء والمصالح بالرغم من انه حقهم ولكن مع هذا سكتوا عنه حفاظا على السياق العام والمصلحة العامة وعنوان الدولة وهيبة الدولة "
واضاف " خرجت الزهراء (عليها السلام) الزمت الحجة اوصلت الحق وصوت الحق حتى تنكشف الامور ولا يبقى عذر لأحد ، هذا هو واجب "
وتابع القول مذكرا بما يعطي من دليل " كما نحن الان نلقي الحجة من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هذا كلام والمقابل يستطيع ان يأتي بكلام ، هذا دليل والمقابل يستطيع ان يأتي بدليل كل منا عنده دليل ،هذا جانب نظري جانب فكري ليس جانب قوة والسيف والمكر والتآمر وشراء الذمم والرشا "
وواصل المرجع الصرخي كلامه حول موقف السيدة الزهراء (عليها السلام) " الان عندما نقرأ التاريخ نجد بأن أمير المؤمنين بأن الحسن بأن الحسين بأن ائمة اهل البيت (عليهم السلام) اتخذوا من موقف فاطمة ان اشير اليه على الجانب النظري والاحتجاج والحجة والالزام وحتى في هذا لا يوجد اكثار ، نقول في موارد قليلة ان لم نقل في موارد نادرة ذكر موقف الزهراء (عليها السلام) واحتجاج الزهراء "
" خرجت الزهراء بهذه الخصوصية ، بخصوصية الحق والدعوة الى الحق وايصال صوت الحق واثبات الحق وبالتأكيد لم تخرج فاطمة (عليها السلام) اشرة ولا بطرة لأنها لو خرجت اشرة وبطرة فقد اغضبت النبي وقد اغضتب الله سبحانه وتعالى وتستحق الايلام والايذاء ، فمن آذاها وهي قد اخطأت ، قد اغضبت النبي وقد اغضبت الله فمن يؤذيها هل يغضب النبي عليه ؟ من يؤذيها ستغضب فهل غضب الزهراء يكون لازما لغضب النبي او يكشف عن غضب النبي ؟ لا يعقل ان يغضب النبي لغضب الزهراء وهي كانت على خطأ وخرجت لدعوى شخصية عائلية "
ونبّه سماحته ان هناك بعض الاحاديث تدل بالملازمة على العصمة وصحة الموقف " اذن يوجد احاديث تدل بالملازمة على العدالة القصوى والعدالة العالية والعدالة الاكبر والعدالة الاعظم تدل على العصمة بالملازمة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يغضب الا لله لا يغضب لباطل لا يغضب لمنكر لا يغضب لإنحراف فهذه تكشف لنا بإن غضب الزهراء (عليها السلام) يدل على صحة فعل الزهراء ، وصحة موقف الزهراء لأن غضب الزهراء كاشف عن غضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكاشف عن غضب الله سبحانه وتعالى " واضاف " ويشهد لهذا موقف الخليفة الاول (رضوان الله عليه) ومحاورة الخليفة الاول للوصول الى الزهراء (عليها السلام) وارضاء الزهراء (عليها الصلاة والسلام) ) "
وعلى نهج جدته الزهراء –عليها السلام- سار المحقق الصرخي في تبنى مشاريع الاعتدال والوسطية لينقذ المجتمع العراقي من براثن الفساد العقائدي والالحادي وياخذ بيد الشباب والاشبال الى بر الامان بعد انتشار مفاسد الالحاد والاباحية وبالرغم من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها هذا المرجع الاصيل ولمشاريعه الاصلاحية الا اننا نرى ثمارها في المجتمع حيث عجز الاخرون عن معالجة هذه الافات الاجتماعية التي نخرت في جسد المجتمع وخاصة المخدرات والالحاد والاباحية ويقينا لو فسح المجال لهذا المحقق الفيلسوف لاخذ دوره في قيادة الامة وتبني مشاريعه التربوية لكان الحال غير ماعليه الان تماما.... ومع كل هذا التعتيم الاعلامي والحرب على هذه المرجعية العراقية كانت هنالك مشاريع تربوية هادفة لانقاذ الشباب من خلال مجالس ومهرجانات الشور والبندرية والراب المهدوي والامسيات والدورات القرانية التي كان لها الاثر الكبير في تربية النفس واعداد جيل واعي ومحصن لهو اكبر دليل على رسالية هذه المرجعية وفكرها النير في نشر الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف وكل فكر تكفيري بما فيه الفكر التيمي الداعشي من خلال محاضراته العقائدية والتاريخية ليعيد للدين الاسلامي وسطيته واعتداله وليثبت للامم الاخرى ان الاسلام دين الوسطية والاعتدال والتسامح.