اخر الاخبار

الأربعاء , 21 مايو , 2014


مخيم شاتيلا (بيروت) ـ من حمزة تكين ـ “متحف الذكريات” الصامد في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، يختزن قصص وحكايات العديد من الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم وقراهم ومدنهم في وطنهم الأم بعد استيلاء “العصابات الصهيونية” عليها في عام “النكبة” 1948.

لا يمكن الوصول الى المتحف إلا بمساعدة “مرشد” يعرف طرق وأزقة مخيم شاتيلا، حيث يصل إليه الزائر من خارجه بعد حوالي عشرة دقائق من السير مشيا على الأقدام، يمنة ويسرى، من مدخل المخيم عبر أزقة ضيقة لا يمكن المرور بها إلا فرادا، ليصل بعدها ويجد مؤسس وصاحب المتحف محمد الخطيب بانتظاره بين عشرات القطع النادرة التي جمعها من لاجئين فلسطينيين جلبوها معهم الى لبنان قبل 66 عاما ويزيد.

لكل قطعة، سواء كانت مفاتيح أو طاولات أو أوانٍ أو أدوات زراعية بدائية، قصة مرتبطة بها وبصاحبها تجعلها على علاقة أبدية بأرض فلسطين التي ما زال الخطيب وآلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يحلمون بالعودة إليها يوما ما دون أي يأس.

الخطيب، لجأ الى لبنان وهو في الثالثة من العمر بعد أن ترك قريته “الخالصة” في صفد في شمال فلسطين على مقربة من حدود لبنان الجنوبية في عام “النكبة” التي قلبت حياة الفلسطينيين رأسا على عقب في العام 1948 ولاتزال مأساتهم مستمرة حتى اليوم.

وفي مقابلة خاصة مع “الأناضول”، قال الخطيب أنه بدأ العمل على جمع المقتنيات التراثية المرتبطة بالتاريخ الفلسطيني من اللاجئين في لبنان في العام 2004، مشيرا الى الفكرة ولدت عنده بعد أن رأى اللاجئين الكبار في السن يموتون ويخلفون وراءهم مقتنيات “ذات قيمة معنوية وتاريخية” لا يدركها أبناؤهم.

ولفت الى أنه من هذا المنطلق بدأ بتجميع العشرات من القطع التاريخية “قبل ضياعها”، مشيرا الى أن أول من شجعه على البدء كانت امرأة فلسطينية أعطته طاستين، أي قدْرين صغيرين، “ثمينين” ذات قيمة معنوية دون أي مقابل مادي لأنها اعتبرت أن فكرة المتحف “تخص كل اللاجئين الفلسطينيين ولا تخصك وحدك”، كما قالت له.

وأضاف أنه نجح خلال الأشهر الأربعة الأولى من بدء “مهمته” تجميع مئات القطع التي استطاع الفلسطينيون الهاربون من “العصابات الصهيونية” حملها معهم الى لبنان، وباتت اليوم تمثل “ثروة قومية” للمحافظة على التراث والذاكرة الفلسطينية.

وقال الخطيب بشيء من الحزن والأسى أنه لم يعد يجمع كما في السابق، الكثير من هذه القطع لعرضها في متحفه الذي لا تزيد مساحته عن 55 مترا مربعا، بسبب كبر سنه وعدم قدرته على التنقل والحركة، فهو الذي كان يجول بين المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية بحثا عن أي أثر أو مقتنيات من أيام “فلسطين”.

واشتكى عدم وجود مساعدة كافية خاصة الدعم المادي “لأن مثل هذا العمل يحتاج لطاقات مالية كبيرة”، مضيفا والغضب يقدح من عينيه “لم يتبن أي فصيل أو مسؤول أو جمعية هذا المتحف لا من قريب ولا من بعيد”، وهذا ما لا يطمح إليه الخطيب فهو يتهمهم بـ”الجهل بالحضارة والنضال والتاريخ والتراث والحقوق… وهذا الجهل مصيبة”.

ومن أجل محاربة هذا “الجهل”، عكف الرجل السبعيني منذ فترة قصيرة على كتابة وإنتاج مسرحيات نقدية تتناول قضايا اللاجئين الفلسطينيين والصعوبات التي يواجهونها في لبنان.

وبالنسبة للخطيب، فإن كل قطعة معروضة في متحفه “لها حياة وروح تتكلم معي… فلكل منها قصة وروح تقول لي أنا عملت كذا وكذا وذاك الفلاح كان يحملني على كتفه ويغرزني بالأرض ليحصد الخير له ولأولاده”.

وأضاف أن لكل قطعة أيضا، بدءً من المدحلة مرورا بالمكواة وصولا الى الشوبك، أغنية تراثية خاصة بها باقية في الذاكرة، متسائلا أين هم هؤلاء الذين يعرفون هذه الأغاني ليكتبوها على الأوراق ويسجلونها ويغنونها “من أجل حفظها للأجيال القادمة”.

وحذر من اندثار هذا النوع من التراث إن لم يتم تدارك الأمر من قبل المعنيين والمسؤولين، مضيفا أن هذا الواقع “يجعلني محبطا… ولكنني لن أحبط”.

وعن أهم قطعة بالنسبة له، قال الخطيب “كلها مهمة”، متحسرا على خنجر تاريخي يزيد عمره عن 350 عاما سرق من متحفه من قبل مجهولين قبل سنوات.

ولفت الى أن قصصا مميزة تجمعه مع أكثر من 15 قطعة، منها مطحنة قهوة كانت تستخدم في القرى الفلسطينية، ولقيت مكانها اليوم في زاوية المتحف.

وروى الخطيب كيف حصل على هذه المطحنة من لاجئة فلسطينية تعيش حاليا في الدنمارك، قائلا أنه اتصل بها هاتفيا فلم تتردد للحظة وأعطته إياها “دون تفكير… من أجل فلسطين”.

وقال أن ما دفع هذه اللاجئة للتصرف بهذه الطريقة هو “حنينها للوطن، وتأكدها من أن هذه القطعة ستكون في مكان آمن يستفيد منه الجميع″.

ولفت الى أن المتحف كان يضم 1000 قطعة إلا أن 350 منها تعرضت للتلف بسبب سوء التخزين وارتفاع نسبة الرطوبة في قاعة المتحف وعدم إمكانية صيانتها.

وعن مستقبل هذه القطع، أوضح أن لديه الكثير من الأفكار من أجل حماية التراث الفلسطيني “ولكن المشكلة في عدم القدرة على التنفيذ، كتأمين مكان واسع لإعادة ترتيب قطع المتحف فيه مع شرح مفصل عن كل منها، كأي متحف في العالم”.

ويحلم الخطيب بإقامة قرية فلسطينية تراثية من بيوت طينية، ليعيد لهذه القطع التي جمعها في المتحف خلال سنوات طوال “مكانها الطبيعي، حيث كان الفلسطيني يستخدمها في حياته اليومية”، مشيرا الى أنه مستعد لتقديم كل هذه القطع لجهة أو شخص يعمل على تحقيق هذا الحلم.

وفيما يحاول اليوم “العدو الإسرائيلي سرقة التراث بعد أن سرق الأرض”، يصر الخطيب بكل عزم على “مقاومة إسرائيل”، فمتحفه هو الرد على مطامع عدوه المستمرة، ولكنه أيضا دليل على مدى تمسك الفلسطينيين بأرضهم ووطنهم وحقوقهم على الرغم من مرور 66 عاما على نكبتهم.(الاناضول)

#مرسى_رئيسى
#انتخبو_العرص
#الخائن_الخسيسي
#كلنا_اخوان
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1179

التعليقات


مقالات ذات صلة

محمد دحلان في مرسى مطروح لتدريب وتمويل قوات تابعة لحفتر

صحيفة «التليجراف» البريطانية / الخليج يتحكم فى اقتصاد مصر

بالوثائق / فضيحة عار وسقوط ال نهيان يساندون بشار ويكرمون عائلته

غضب عارم بين المصريين في الخارج بعد فرضاتاوة ضريبية سنوية عليهم 3500 جنيه

قناع امريكا و ذراعها الايمن في الشرق الاوسط

أمير الكويت من طهران: «خامنئي» ليس مرشدًا للثورة الإيرانية ولكن للمنطقة كلها

الدرس من فيلم المندس

أشهر برنامج تشفير مجاني ينصح بالتوقف عن استخدامهأ

لولا كل هذا ما تــغوٌل وما تـفــرعــن السيسي

كاتب أمريكي: "السيسي" رجل واشنطن ويحكم بلا شرعية

فهمى هويدى يشن هجوما على السيسى. / .لا هو رجل حرب فلم يحارب...ولاهو رجل سياسة فلم يعمل بها ولا هو رجل دولة

المخترع الصغير يخترع برنامج للكتابة بالهيروغليفية في العالم الافتراضي

شاهد المقبرة يشهد / . السيسي يُظهِر الإسلام و يعتنق اليهودي

إسرائيل اليوم للسيسي: كن حجاجًا لا معاوية

مواجهات بين الأخوة الفلسطينيين وقوات الاحتلال في الضفة تسفر عن عدة إصابات

معلومة خطيرة جداً عن برنامج فايبر

مكة المكرمة: حادث في الحرم المكي يسفر على الأقل عن جرحى بين المعتمرين

الشيخ حسن صالح ،،

قالت أنه سيحمي تل ابيب : مجئ السيسي "بشرة خير" لإسرائيل

مجلة (التايم) العالمية تفضح محاولات الانقلابيين للتغطية على الفضيحة

"ميدل ايست آي" البريطانية: مقاطعة الانتخابات أظهرت نضج الشعب المصري

الديلي تلغراف" تكشف سر خوف السيسى واختفائه وراء الأسوار

مجلة "ذا ناشيونال انترست" / السيسي "سيأخذ مصر إلى المجهول"

على مبروك "العميل المخابراتى":قررنا التخلص من الإخوان فى ليبيا بدعم مصري

طالبة تقدم صديقتها فريسة لابناء خالتها ثم يلقونها من الطابق السادس

تحالف دعم الشرعية يدعول احتجاجات بـ "الملابس السوداء" يومي الانتخابات

متحف الذكريات" في مخيم شاتيلا ببيروت... خزنة التراث وحنين اللاجئين الفلسطينيين لبلادهم

«المخترع الصغير» يطلب اللجوء الى الولايات المتحدة

«الأباتشي» شنت سلسلة غارات على قرى الشيخ زويد وقتلت حوالي 15 مواطنًا حتى الآن

الفيسبوك يعلن الحرب على الصفحات الإسلامية

القدس العربي: الجزائر ستتصدى للجيش المصري فى حال اجتاح الحدود الشرقية لليبيا

جبهة "ضباط مصر" تمهل السيسي 7 أيام للرحيل



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net