إسرائيل اليوم للسيسي: كن حجاجًا لا معاوية
قال المحلل الإسرائيلي دكتور "رؤوبين باركو" إن على السيسي اتباع أسلوب الحجاج بن يوسف الثقفي الذي ضرب معارضيه بيد من حديد، وفي المقابل نجح في تحقيق نهضة اقتصادية شاملة، وألا يكون كالخليفة معاوية الذي اتبع مع شعبه سياسة " الشعرة".
وبدأ " باركو" مقاله في صحيفة" إسرائيل اليوم" بالقول:" مع إعلان فوز الجنرال عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر، صرح نائب رئيس الدعوة السلفية أنه من المحظور القتال ضده لأنه فاز بالتأييد الشرعي للشعب. ويعكس الأمر تفسير العناصر الأصولية لتعليمات القرآن الذي يلزم بالطاعة المطلقة لصاحب السطوة المنتخب، حتى وإن كان ظالما يعمل على خلاف الإسلام".
المحلل الإسرائيلي أضاف:" بوجه عام يفضل العرف الإسلامي ألف عام من الظلم على يوم واحد من الفوضى في ظل غياب الحكم. جوهر النظام الحساس عبر عنه الخليفة معاوية الذي قال" إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت، وإذا شددت أرخوا ".
وتابع " باركو" المعروف بمواقفه شديدة العداوة لحركة الإخوان المسلمين:" وفي مقابل أسلوب معاوية، يطرح الحجاج بن يوسف، حاكم العراق في الحقبة الأموية، أسلوبا آخر. فبفضل عزيمته وقسوته اعتبر الحجاج أحد الحكام المسلمين الأكثر شهرة في التاريخ. فقد هزم المتمردين الذين تمركزوا في مكة ضد الخليفة الشرعي، لذلك تم تعيينه حاكما للعراق المتمرد. وعندما وصل أعلن أمام خصومه أنه يرى رؤوسهم قد " أينعت" وحان وقت "قطافها"، قام بتصفيتهم وحكم العراق بيد من حديد".
ومضى قائلا:" ثم قاد الحجاج اصلاحات زراعية، فشيد الجسور، ومنح الفلاحين قروضا، وقاد اصلاحات في نظام العملة. شيد الحجاج مدينة واسط، حول اللغة العربية إلى لغة رسمية وحدد صيغة شرعية وحيدة للقرآن. التراث الإسلامي يصفه بأنه وضع حدا للفوضى التي تعرض فيها الشعب للظلم على أيدي أصحاب السطوة".
وانتقل" باركو" للحديث عن مصر فقال:" الوضع في الشرق الأوسط وفي مصر تحديدًا تسوده الفوضى التي جاءت نتيجة لـ" الربيع العربي" ويلزم بإيجاد طريقة جديدة للحكم. مهمة السيسي صعبة سواء بسبب التحديات الموضوعية، وتحديدا الاقتصادية والاجتماعية، أو بسبب المعركة العنيفة التي يشنها ضده عناصر الإخوان المسلمين. ورغم أن مراقبي الاتحاد الأوربي أكدوا على شرعية الانتخابات، يزعم الإخوان أن مرسي هو الرئيس وأن العملية الانتخابية التي شارك فيها أكثر من 44.5% من المصريين وفاز فيها السيسي بأكثر من 90% من الأصوات، غير شرعية".
كذلك وصف محلل" إسرائيل اليوم" تظاهرات الإخوان بعمليات خرق النظام والانتفاضة العنيفة التي يسقط فيها كثير من المصابين، ملقيا بالضوء على اضراب المعتقلين عن الطعام في السجون.، حيث هناك 22 ألف معتقل سُجنوا دون محاكمات ويتعرضون لمعاملات فظة، كما تقول جماعة الإخوان.
القضاء على الإخوان والإرهاب في سيناء هو أكبر التحديات التي تواجه الرئيس السيسي من وجهة نظر الإسرائيلي "باركو" الذي أضاف:" أكثر من كل هذا يحتاج السيسي للاستقرار في مصر التي تنحدر إلى القاع كشرط وجودي سوف يجلب الاستثمارات الأجنبية والقروض الفورية من البنك الدولي"، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى مساعدات متواصلة من السعودية ودول الخليج من أجل" الضخ الفوري للأكسجين إلى رئتي مصر، كذلك فإنه بحاجة للسياحة التي تعد ركيزة هامة للاقتصاد المصري المتهاوي، ومضطر لفرض الأمن في قناة السويس وأنبوب الغاز بسيناء كمصادر دخل أخرى".
وختم الدكتور " رؤوبين باركو" مقاله بالقول:" السيسي بحاجة إلى مساعدة الغرب وتحديدًا الولايات المتحدة، التي تجلس في" المقعد الخلفي" لعربة التاريخ. وسوف يفضل تصور عادل للحكم لكن ليس بأي ثمن، لأن الإخوان المسلمين يقفون في طريقه. يجب أن نتمنى أن يفهم الأمريكان الذين يتظاهرون بالنزاهة، أنهم وعلى خلاف رغبتهم مضطرون لمساعدة السيسي وإنقاذ مصر. سوف يضطر السيسي في أزمته إلى اختيار أسلوب الحجاج الميكافيلي مقابل شعرة معاوية المتوترة. ببساطة ليس لديه خيار آخر".
#ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_الاخوان_المسلمين #شبكة_صوت_الحرية