اخر الاخبار

الجمعة , 1 أغسطس , 2014


العلاقات الأمريكية السورية مسلسل قهر و غدر...
حسني بورزان و محسن برزاني والسفير الأمريكاني !!!

ســـوريـــا في السياسة الأمريــكيـة (1949-2014):
سوريا حقل تجارب السيـاسيـة الأمريكية بالشـرق الأوسط .
فيــها أحدثت أول انقلاب عسكري 1949 !
و فيها طرح الاعتراف بإسرائيل و أول إتفاقية سلام دائمة,رفضتها اسرائيل 1949 !
و فيها كتبت أول دستور علماني عربي 1950 !
و فيها سلطت أول أقليـة هزيلة على حكم أكثرية الشعب الساحقة 1970 !
و فيها أنجزت أول توريث للرئاسة 2000 !
وفيها تخطط لأول دولة "إتحاد كونفدرالي" منزوعة السلاح في الشرق الأوسط 2014 !

قصة السفير الأمريكي الأول في سوريا جيمس هيو كيلي و انقلاب العقيد الكردي حسني البرازاني الزعيم.
يروي الدبلوماسي الأمريكي روبرت كيلي، سفير الولايات المتحدة السابق في موريشيوس وزيمبابوي واليونان,وهو ابن الدبلوماسي الأمريكي الراحل، "جيمس هيو كيلي" ، الذي كان أول مبعوث أميركي في دمشق بعد الاستقلال.
ولد روبرت في بيروت، وكذلك اثنين من إخوته الآخرين قي دمشق.
وكان أبوه كيلي قد عين بالسلك الدبلوماسي كقنصل جديد بدمشق مرتبط بالقنصلية الأمريكية في بيروت تحت إدارة الوزير السفير وادزورث بين 1923 و 1928.

في عام 1920 في وقت مبكر خلال الانتداب الفرنسي في سوريا، اشتعل تمرد الدروز في منطقة جبل اللكام السويداء.
و باعتباره دبلوماسيا شابا مجتهدا استأجر كيلي سيارة وذهب وحده إلى تلك المنطقة المضطربة.
التقى القادة المتمردين الدروز، و أهداه سلطان الأطرش الزعيم الدرزي هناك خنجرا من فضة .
وكان جيمس كيلي فخور جدا بهذا الخنجر، الذي ما زال محفوظا باعتباره كنز لا يقدر بثمن لدى الأسرة اليوم.

ولدى عودته إلى بيروت، كتب تقريرا عن ما شاهده هناك، وكيف كانت تصرفات سلطة الانتداب الفرنسي الرعونة هي المسؤولة عن دفع الدروز السوريين إلى اللجوء إلى التمرد المسلح ضد الفرنسيين.
و بعث بهذا التقرير إلى رؤسائه في وزارة الخارجية في واشنطن.

في تلك الأيام، كان الدبلوماسيون الأمريكيون يعملون في بيرقراطية قبل زمن CIA ، فارسلت على الفور نسخة من تقريره إلى الخارجية الفرنسية Quai d'Orset. وقد غضب الفرنسيين من قبل تقرير كيلي بأن أعلنوا له شخص غير مرغوب فيه، و تم طرده فورا من سوريا و لبنان.

و لدى عودته إلى واشنطن، أجرى رؤساءه تفاوضا على تسوية مع الفرنسيين نصت على أن سمح له بالعودة إلى سوريا لوظيفته في بيروت و يصبح مقتصرا على الشؤون القنصلية.
ولم يسمح له كتابة المزيد من التقارير بشأن السياسات والوضع في سوريا ولبنان.

مرت سنوات،و بعد استقلال سوريا، تمت إعادته إلى دمشق في عام 1948 لرئاسة البعثة الدبلوماسية الأميركية الأولى في الجمهورية السورية.

لم يكن للولايات المتحدة لديها تمثيل بمستوى السفراء في سوريا في ذلك الوقت،ولكنه كان على رأس البعثة الديبلوماسية بمنصب وزير مفوض .

الوزير كيلي، كان في الواقع الدبلوماسي الأمريكي الذي أشرف على تصميم وبناء قصر السفارة و إقامة السفراء الأمريكية في دمشق في حي الروضة، نفس مكان الإقامة تزال تستخدم اليوم من قبل سفراء الولايات المتحدة إلى سورية.

و يروي ابنه روبرت كيلي :
"عندما جاء والدي مرة أخرى إلى سوريا في اكتوبر تشرين الاول عام 1947 باعتباره الممثل الأميركي الأول في جمهورية وجدت حديثا، وقد استقبله السوريون كبطل بسبب الحادثة القديمة بينه وبين الفرنسيين .
وكانت تلك أسعد أيام في حياة والدي الذي أحب غاليا سوريا و تمتع بمكانته المرموقة في دمشق.
ولكن الحادث المأساوي الذي وقع و كان له تأثير سلبي جدا على والدي وسبب له الحزن العميق الذي استمر لعقود من الزمان بعد أن قد غادر سوريا وتقاعد من الخدمة الخارجية.

في عام 1948، اتصل قائد الجيش السوري، العقيد حسني الزعيم، بسفارة الولايات المتحدة في دمشق، ليخبرهم سرا بأنه كان يخطط لانقلاب ضد الرئيس شكري القوتلي.
الاستخبارات الأمريكية CIA كانت داعمة جدا لهذه الفكرة لأن حسني الزعيم قد وعدنا بتمرير خط نفط السعودي التابلاين و بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل ".

"على عكس كل الادعاءات، لم تعترف أمريكا أنها كانت وراء انقلاب العقيد الزعيم . و الموقف الرسمي كان أنه نحن لم نخطط لذلك، و لم نقدم أي دعم مادي. ولكن عندما اتصل الزعيم بنا حول هذا الموضوع، شجعناه ، و قلنا له سوف ندعم بقوة تولي الجيش للسلطة في سوريا ".

"وفي الحال ظهر كيلي كصديق مقرب للنخب السياسية و المالية بالمجتمع السوري.
كان أحد أصدقائه المقربين المحامي السوري الكردي محسن البرازي. وعندما ناقش حسني الزعيم صديقه المقرب محسن البرازي في إمكانية وقوع انقلاب، وكان لديه في البداية بعض الشكوك الخطيرة، خاصة عندما عرض عليه الزعيم منصب رئيس الوزراء. جاء البرازي إلى صديقه والدي السفير للتشاور معه، شجعه والدي بقوة للتعاون مع العقيد الزعيم،بناءا على توجهات وكالة CIA وليصبح بعد الانقلاب رئيس وزراء سوريا الكردي .

كانت الولايات المتحدة مبتهجة و فخورة من حقيقة أن حلفاءها المقربين جدا و أصدقاءها صاروا هم السلطة في دمشق.
تم التوقيع على اتفاقية التابلاين، وبدأ الزعيم محادثات سرية مع إسرائيل.
كنا سعداء جدا مع حسني الزعيم حتى أنه عندما طلب مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة و شراء بعض الأسلحة الأميركية و كنا على استعداد للتلبية.
مع الأسف، عندما أبلغنا صديقنا ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب الزعيم، اعترض بشدة، وقال لنا:
" أنه من دواعي القلق الكبير لإسرائيل ان نرى الولايات المتحدة بدأت في تقديم السلاح لأعدائها" .
لذلك، تم وضع الثلج على الصفقة كلها .و طوي ملف معاهدة سلام مع إسرائيل لأنه لم يكن ذو اهمية استراتيجية لإسرائيل قبل احتلال باقي فلسطين الجغرافية , بينما تم تنفيذ خط "التابلاين" , و دفع حسني برزان الزعيم و رفيقه محسن البرازي ثمن خيانته لأمته و لوطنه ولرئيسه القوتلي !

في صيف عام 1949 أخذنا والدي لقضاء عطلة عائلية في إيطاليا.
و بينما نحن هناك، سمعنا بنشرات الأخبار الإذاعية حول انقلاب جديد في دمشق بقيادة العقيد سامي الحناوي بدعم من أصدقائه الدروز .
و صديقا والدي حسني الزعيم و محسن البرازي تم إعدامهما من قبل الحكام الجدد.

نبأ إعدام محسن البرازي كان مدمرا لوالدي على المستوى الشخصي. كان لا يستطيع التغلب على الشعور بالذنب, لأنه كان الذي نصحه بقوة كصديق متألق بالمشاركة في هذه المغامرة المجنونة التي انتهت مكلفة حياته ".

سيناريو آخر:
نجح احد الديبلوماسيين العاملين في عهد الوزير كيلي، اسمه جيمس موس ، وأصبح لاحقا أول سفير الولايات المتحدة المعتمد بالكامل في سوريا في عام 1952.
ومع ذلك، انتهت خدمته وسط فضيحة سياسية :
حاول الرئيس السابق العقيد أديب الشيشكلي بالتعاون مع الملحق العسكري في روما وهو إبراهيم الحسيني في تموز يوليو عام 1957 لتنفيذ انقلاب عسكري ، من خلال الاتصال ببعض الضباط والسياسيين ، لكن كشفت العملية في 12 تشرين2 نوفمبر 1957 ، وكانت هذه العملية خططت لها وكالة الاستخبارات المركزية CIA.بالتعاون مع السفارة الأمريكية في دمشق ، مما أدى لتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية .
ونتيجة لذلك، طلبت سوريا من السفير موس مغادرة دمشق والسفير السوري في الولايات المتحدة، و فريد زين الدين بالعودة إلى سوريا.


#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية

بقلم: #Ben_Theimyah

القراء 1739

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net