الى جماعتي التي لم أنتمي لها يوما ما .................
لكن أنتمى اليها قلبي منذ نعومة أظفاري......فقد تفتحت بصيرتي على كتب الامام الهضيبي والتلمساني وزينب الغزالي.....قرأت بعض رسائل البنا وان كنت حينها لم أفهم كل مغزاها .
لكن نورا كان يُضئ روحي...عندما أقرا أو اشاهد عملا يتحدث عن الاخوان المسلمين، فبالرغم من محاولات الكثيرين سواء من يدعون انهم مؤرخين وهم في الحقيقية مزيفون للتاريخ أو قائمين على اعمال درامية .
كانوا يتناولون تاريخ الاخوان باللمز تارة وبالتصريح تارة أخرى بانهم متشددين متعطشين للدماء وللمناصب، وقصرهم الوطنية على من سموا انفسهم يساريين واشتراكيين متجاهلين أي دور للاخوان في النضال وتحرير الوطن من المستعمر.
أقول وبالرغم من كل هذه المحاولات فلقد ازدهر حبي لجماعتي التي لم أشرف بان اتربى بين أشبالها وعلى يد شيوخها ، ولم أكن على مقربة في يوما ما من احدهم الا في رابعة .
لذلك اوجه رسالتي لجماعتي وانا على يقين ان هناك الكثيرين ممن سيهاجموني وستوجه لي اتهامات التخاذل والتراجع ..
ولكن أُشهد الله أن ما سأقوله ما هو الا خوفا وحبا وتقديرا لأطهر ولأشرف من أنجبت مصر بل الامة الاسلامية كلها .....وحرصا مني على ان تحقق اهدافها لكن في الزمان والمكان الصحيحين .
هذا يكفي.........كفاكم تضحية .................
ان الوقت لم يحن بعد ......ولم تستعد الارض بعد لبذور الاصلاح ........... فالفساد والإفساد تغلغل في ذرات الهواء وتراب الارض وفي نسيج البشر .
أعلنوها صراحة أنكم اعتزلتم الحياة السياسية و بل والدعوية أيضا............
اتركوا للاوباش غابتهم ...
ارحلوا بعلمكم وبفقهكم وبأخلاقكم عن دنياهم .........وان استطعتم عن أراضيهم
فلا هي الأرض التي تستحق .............ولا هو الشعب الذي يستحق العناء من أجله
اعلنوها لهم .............
لكم دولتكم البغيضة ..........ولنا معتقلينا وأسرانا
لكم سلطانكم ..............ولنا ديننا
انجوا بأنفسكم من طوفان الدجل
ارحما شبابكم وفتياتكم و شيوخكم ونساءكم من طغيان الجلادين
فلا الجلاد سيتوب ...ولا المذنب سيستغفر
خُتمت القلوب بأقفالها ............. وعُميت الأبصار بغرورها
ولا عودة للحق .................ولا تراجع عن الباطل
مازال الغثاء يحكم الارض
مازالت سحب الضلال تُطل بعتمتها على سماء دنياهم
فلا فائدة من نثر البذور في أرض جرداء
ان من الحصافة اختيار الوقت المناسب للزرع حتى نجني محصولا.......... لا خرابا
ناهز نضالكم التسعون عاما ... في خدمة شعب لا يستحق
ماذا كانت النتيجة ؟
لم يزل هذا الشعب يتقلب في غباءه وجهله ...في تعنته وغروره..... في معاداته لكل من يسعى لاصلاحه
مازال هذا الشعب العاشق للعبودية يتنقل بين أحضان طاغية الى آخر
مستمتعا بأن يكون ذليلا .............منغمسا في شقاءه ولا يريد أن يبدل حاله
ولا يُظهر بأسه الا على ذاته وعلى كل شريف وصالح
ويتفنن في إظهار الذل والخضوع لكل سارق وخائن
لا يمجد الا الأسافل ولا يحترم الا الأرازل
اخرجوا من القرية الظالم أهلها ........فانكم قوم تتطهرون
ولكم في سيدنا نوح قدوة ...لبث في قومه ما لبث وعندما تيقن بأنه لا أمل في اصلاحهم كانت دعوته
ولتكن دعوتكم
ربي لا تذر على أرض مصر من الكافرين ديارا......انك ان تذرهم يُضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا...............