اخر الاخبار

الأحد , 12 أكتوبر , 2014


تأملت غراب اسود يعرج بقدميه الصغيرتين أمامي ...يحاول جاهدا بإعاقته أن يلتقط كسرة خبز من على الطاولة .....
وقادتني الأفكار الى قصة الانسان مع الغراب ...ويا لها من قصة كان فيها الانسان كعادته يٌجيد تشويه الآخر وخاصة من يشعر اتجاهه بالنقيصة، ورؤيته تُذكره بعاره ...فيلجأ بمكره الى تشويهه بكل السبل ...
وهذا ما فعله الانسان بالغراب ومازال يمارسه مع أخيه الانسان أيضا
تعسا لك يا ابن آدم
كان للغراب دور المعلم والقائد للإنسان في أمر جليل ومقدس وهو دفن الموتى وتكريمهم، فقد احتار قابيل بجثمان أخيه هابيل بعد أن ارتكب الجرم العظيم وأزهق روح شقيقه انتقاما وغدرا وحقدا على ما انعم الله به على الاخ الصالح من زوجة جميلة وقربانا مقبولا من الله .
فما كان من القاتل الأول في البشرية قابيل الا وان انصاع لرغباته ونزغات الشيطان فسولت له نفسه الضعيفة بقتل أخيه ، وما لبث أن وجد امامه جثمان اخيه هامدا لا حراك فيه ...فماذا يفعل به ؟؟؟؟ كيف يواري خطيئته وهل وإن اخفاها من أمام ناظريه فهل سيستطيع أن يخفيها من عقله ......
هكذا هو الانسان يظن أن العين هي العذاب ولكن عذاب النفس أشد وأقسى
فأرسل الله جندا من جنوده وهو الغراب ليكون المعلم الأول للإنسان على الأرض
ولقن الغراب المأمور من ربه الانسان درسا في اكرام الميت بدفنه لغراب آخر امام قابيل......وكان جزاء المعلم الغراب أن ينتقم منه الإنسان بأن يلطخ سمعته بصفة الشؤم والخراب ...
مع ان المتعمق في الأمر ...لا يجد سوى الانسان ابن آدم هو من كان خرابا على الأرض بما ارتكبه من موبقات ....وكان شؤما على كل الكائنات بافساده الماء والهواء والارض لها ....وكان شؤما على نفسه بما فعله بذريته بأن هبط بها من جنان السماء الى عذاب الأرض
ولكن ما الجديد هذا هو ابن آدم.....
وحتى يومنا هذا كل من يشعر بنقيصة في دينه أو دنياه يُسارع بتشويه من هو أفضل منه حتى وان كان له اليد العليا عليه واكرمه في يوم من الأيام
فنجد الرعاع والغوغاء والهوام من البشر يتطاولون على الشرفاء والأطهار ينعتونهم بأحط الصفات ...ويلصقون بهم التهم المزرية.....لا لشئ الا انهم يذكرونهم بأنهم رعاع وانهم صغار النفوس أذلاء.....
فكم من غراب في الدنيا .....كانت اشاعات قابيل له بالمرصاد
وعذرا أيها المعلم الغراب ...فلم يوفيك ابن آدم تبجيلا

بقلم: #nour_hamdy

القراء 1004

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net