لم يجتمع البشر على اختلاف دياناتهم وعباداتهم على قضية مشتركة بينهم مثلما اجتمعوا على قضية المنقذ الذي يمثل الأمل الذي يخلصهم من الظلم الذي تعاقب على الناس منذ اول الزمان إلى يومنا هذا.
وليس الأمر متوقف على ظهور الشخص الذي يمثل هذا الأمل لتحقيق أهدافه، بل انه يمثل دافعا يبعث على تحمل وتجاوز صعوبات ومشاق الحياة لكل من يؤمن بهذه الفكرة التي باتت عقيدة يتشاركها الناس. ورغم ذلك توجد بعض الاختلافات في تفاصيل هذه القضية بسبب اختلاف أنماط التفكير ودرجات الايمان بها وللأسف أن ذلك أدى إلى التشكيك بهذه القضية بل وانكارها واعتبارها مسألة سلبية تؤدي إلى الاتكال وترك العمل والحث على الكسل.
والحقيقة ان هذه القضية الكبرى لا تخلو من الجانب الغيبي الذي يتطلب إيمانا بقدر معين لتقبل هذه الفكرة وفهمها وهضمها ومن لا يمتلك هذا الايمان لا يمكنه ان يدرك أبعاد هذه القضية ودوافعها وتفاعل معها رغم انها تتضمن جانبا منطقيا يمكن ادراكه بسهولة.
فالمنطق يفرض حقيقة ان وجود المنقذ الذي سيواجه الظلم والفجور والطغيان ويقضي عليه إنما يعطي حافزا قويا على التصدي لكل انواع الظلم ورفضه بكل أشكاله بغض النظر عن زمانه ومكانه، فأصبح هذا الأمل مصدر بث القوة والعزيمة في نفوس المؤمنين به . واليوم ونحن نحتفل بمولد هذا الأمل وهو مهدي ال محمد عليه السلام يجدر بنا اني نعطي هذه الشخصية التي مهد لها كل أنبياء ورسل الله لتحقيق هدف البشرية المنشود بإقامة دولة العدل الالهي والانصاف والمساواة التي التي تقضي على الجور والعدوان والتجاوز على الحقوق وتنشر السلام والامن والأمان ويظهر دين الله على الدين كله حقه من الايمان به وانتظاره واعانته ومناصرته.
فهل يوجد على يوجد على وجه المعمورة رجل يحمل تلك المواصفات ليكون مؤهلا لرفع هذا الظلم والفجور الذي يعم الأرض بمشارقها ومغاربها واستبداله بعدل وقسط كي ينعم الناس بكل بالمحبة والوئام وكما ذكر ذلك المحقق الاستاذ الصرخي الحسني في إحدى بحوثه حيث يقول :
(( المهدي قدوة حسنة، المهدي انسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وايثار وأخلاق))
https://e.top4top.net/p_1199e9n441.png?fbclid=IwAR0Aby4Lv9gXekSXA9SmAVRLEB2tfZlftJNG2NSqZ9JJO8QAoaQqiHHoDdk