اخر الاخبار

الأحد , 5 مايو , 2019


لم يكن غريبًا أن نرى السيد الاستاذ الصرخي الحسني بإعتباره مفكرًا إسلاميًا معاصرًا وهو يتصدى لعلاج المشاكل الاجتماعية التي يعانيها الناس حيث وقفوا عاجزين أمام ايجاد الحلول المناسبة لها ومتحملين العناء والويلات التي نتجت منها .
والحقيقة التي يجب الانتباه لها هو الترابط بين الاشتراكية والشوعية , حيث ان الاشتراكية تمثل مرحلة التمهيد لإقامة النظام الشيوعي وذلك لأن اقامة مثل هكذا نظام يتطلب تغييرًا في طبيعة الانسان , حيث يقول السيد الاستاذ في بحثه المعنون (( فلسفتنا بإسلوب وبيان واضح )) ما يلي :
" ولأجل ذلك كان من الضروي في عُرف هذا المذهب الاجتماعي ( الشيوعي ) , إقامة نظام اشتراكي قبل ذلك , ليتخلص فيه الانسان من طبيعته الحاضرة , ويكتسب الطبيعة المستعدة للنظام الشيوعي "
وهنا كان الاستاذ يقصد ان هذا النظام يحتاج الى انسان قد تخلّص من غريزة حب الذات الطبيعية والتفكير الذاتي واتجه الى التفكير الاجتماعي والايمان بأن المصلحة الاجتماعية هي الاسمى والأولى من المصلحة الذاتية , مما يتطلب قوة حازمة وقبضة حديدية لتنفيذ ذلك مع حبس لكل صوت وخنق لكل نفس يسير بخلاف هذا التوجه , وهنا يُشخص السيد الاستاذ الجانب السلبي لهذا الأمر فيقول :
" والفرد في ظل هذا النظام وإن كسب تأمينًا كاملًا وضمانًا اجتماعيًا لحياته وحاجاته لأن الثروة الجماعية تمده بكل ذلك ,ولكن أليس من الاحسن بحال هذا الفرد ان يظفر بهذا التأمين دون ان يخسر استنشاق نسيم الحرية المهذّبة ,ويضطر لإذابة شخصه في النار الحارقة للطبيعة الانسانية , واغراق نفسه في البحر الاجتماعي المتلاطم "
ان هذا التفكير لم يكن سليمًا ولم يحقق النتائج التي كان يصبو إليها بسبب انه لم يكن ينظر إلّا الى النظام الرأسمالي والمآسي التي سببها , فأخذ يخالفه أو يتعاكس معه في كل مبادئه وخصوصًا مبدأ الملكية الخاصة , دون النظر الى جوانب كثيرة أخرى , فيذكر السيد الاستاذ ذلك في موضع آخر قائلًا :
" كل هذه المآسي المروعة لم تنشأ من الملكية الخاصة , وإنما هي وليدة المصلحة المادية الشخصية التي جُعلت مقياسًا للحياة في النظام الرأسمالي ... فإن من طبيعة هذا المقياس تنبثق تلك اللعنات والويلات على الانسانية كلها , لا من مبدأ الملكية الخاصة . فلو أُبدل هذا المقياس ووضعت للحياة غاية جديدة مهذّبة تنسجم مع طبيعة الانسان , لتحقق بذلك العلاج الحقيقي للمشكلة الانسانية الكبرى "
https://www.al-hasany.com/%d8%b5%d8%af%d8%b1-%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab%d9%8b%d8%a7-%d9%81%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d8%a3%d8%b3%d9%84%d9%88%d8%a8-%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b6%d8%ad/?fbclid=IwAR0lQEKBmQz9GStDhqSrfliORMAm1qF3cafgjqQF4caQg4k50hLpDcnYFJE

بقلم: #ali_iraqi

القراء 337

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net