شبابنا الواعد و الأخلاق الفاضلة الحكاية لون مميز من ألوان الأدب، وقد عُرفت بين الأوساط الأدبية بأنها واحدة من أبواب القصة التقليدية لثقافة معينة، و تحتوي على الدروس ذات الفائدة الجمة، فيمكن الاستفادة منها في إعداد المجتمع وفق معطيات منظومة أخلاقية صحيحة تعطي ثمارها في المستقبل وهذا ما سنراه في موضوع حكايتنا التي تدور أحداثها بين والد و أبنه الصغير ابن التاسعة، ففي يوم من الأيام أراد الوالد أن يزرع بذور الأخلاق الحميدة في نفس ولده الصغير، فأراه زجاجة عصير صغيرة و بداخلها ثمرة برتقالة كبيرة، فتعجب الطفل مما رآه فهو يخالف المألوف لدى الإنسان، فكيف تمكنت هذه البرتقالة الكبيرة من الدخول في الزجاجة الصغيرة ؟ وقد حاول الطفل مراراً لإخراج البرتقالة من الزجاجة لكن جميع محاولاته باءت بالفشل وقد ذهبت أدراج الرياح، حينها سأل والده كيف حصلت هذه العملية ؟ أخذ الوالد صغيره إلى حديقة المنزل و جاء بزجاجة صغيرة وربطها إلى غصن شجرة برتقالة حديثة الثمار ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جداً و تركها، و مرت الأيام فإذا بالبرتقالة تكبر و تكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة حينها عرف الطفل السر و زال عنه العَجَب لكن الوالد وجد في هذه الحكاية فرصة سانحة لتعليم ابنه أن هذه الأحداث تعلمنا أن زرع الأخلاق الفاضلة المقدمة المهمة لغرس القيم و المبادئ الحميدة الحسنة بأطفالنا فلذات أكبادنا وهم في مقتبل العمر فإنه سيكون من الصعب إخراجها منهم وهم في الكبر تماماً مثل البرتقالة التي يستحيل إخراجها من الزجاجة و هي كبيرة الحجم، وما نريد قوله أن أبنائنا سواء في مرحلة الصغر أو عندما يبلغوا مرحلة الشباب فهم أمانة في أعناقنا و سنقف بين يدي رب كريم و سيقول ( قفوهم إنهم مسؤولون ) و لعل من بين الأسئلة التي ستواجهنا هو ماذا صنعتم بأبنائكم ؟ كيف كان تعاملكم معهم ؟ ما هي الأخلاق التي زرعتموها في نفوسهم و قلوبهم ؟ فالله الله بالشباب فهم الركيزة الأساس في بناء الأسرة أولاً و المجتمع ثانياً، بالإضافة إلى أنهم واجهة الأمة و عنوانها المثالي الأصيل لو تربى على الأخلاق الحميدة و بالشكل الصحيح، و المطلوب جداً خاصة في هذه الأيام وما يجري على البشرية جمعاء من هجمات مستمرة تريد النيل من هذه الشريحة المعطاء و بأي شكل من الأشكال، فمن باب المسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقنا نحن الآباء و الأمهات أن نربي أبنائنا على الأخلاق الفاضلة و نعلمهم كيفية نشرها في المجتمع حتى يكونوا قدوةً حسنة لباقي الأمم الأخرى ولنا في مشروع الشباب المسلم الواعد خير تجربة شبابية إصلاحية تسعى لإنقاذ هذه الشريحة من مخاطر المخدرات و دور الرذيلة و عالم الجريمة و التكفير و التطرف و الشرك و الإلحاد، وقد أثبتت الأيام نجاح هذا المشروع العالمي الرائد بفكره و عمله نظراته العلمية الثاقبة وما النتائج الايجابية التي حصد ثمارها شباب المسلم الواعد خير دليل على علو كعبه و نجاحه الباهر في استقطاب الأعداد الكبيرة منهم و انخراطهم في رحابه الثقافية و العلمية و مناهجه الأخلاقي الرحب بغية المساهمة الفعالة في إصلاح الشباب وإعادة ترتيب أوضاعهم بيتهم الزاخر بالقدرات العالية و من ثم قيادتهم نحو بر الأمن و الأمان و على أحسن وجه فهم ينهلون فكرهم الناضج و خطواتهم السديدة من القيادة الحكيمة و المرجعية الرشيدة المتمثلة بالمعلم الأستاذ الصرخي الحسني .