أحد الباحثين في مركز سياسة الأمن بأمريكا زار مصر وقابل العديد من الشخصيات الهامة على حسب تعبيره وتحدث عن المشهد في مصر قائلاً : ( سوف يسمح غالباً بتخفيف بعض الأحكام " الإعدام أو المؤبد " أو السماح بحدوث بعض الأشياء بمجرد مصالحة الإخوان المسلمين وما قيل لنا هو أن ما سيفعلونه هو إجبار الإخوان المسلمين على التخلي عن كل شيء كثمن للمصالحة أي أنه سيجب عليهم تدمير أنفسهم من أجل المصالحة وأن يفقدوا مصداقيتهم ومن الواضح أنهم سيجبرون حماس على الشيء نفسه،وهذا ما نُسمعه في نقاط الحديث).
رد عليه رئيس الجلسة بارتياح شديد قائلاً «حسناً.. هذا يبدو جيداً لي» يعني بالبلدي يسمع منك ربنا.
هكذا يفكر ويتمنى مستشاري صانعي القرار في الولايات المتحدة الأمريكية المراكز البحثية ورطت الولايات المتحدة
9مايو 2014
هذا ما قالته لهم المخابرات وإعلام العسكر وأذرعهم في المجتمع سواء من حزب النو أو اليبراليين من الثوار الخونة والرموز العلمانيية مثل علاء الأسواني وبلال فضل وغيرهم من الذين ذهبوا للغرب ليقولوا لهم بأن 30 يونية ثورة وليست انقلاب!!!
والمشكلة أن أمريكا صدقت ذلك فجاءات المقاطعة في الانتخابات الرئاسية الانقلابية لتحرج السيسي وأمريكا التي أدركت أنها تواجه ثورة حقيقية في مصر ولعل هذا ما أشارت إليه هيلاري كلينتون مؤخراً.
قلت سابقاً : أمريكا والعسكر وحلفائهم في المنطقة قرأوا المشهد بصورة خاطئة تماماً اعتماداً على أن الإخوان سيقبلون بالمصالحة مقابل المشاركة في الحياة السياسة وعدم إقصائهم على حد قولهم ولكن فاتهم بأن الإخوان لم يدركوا حجم الخيانة التي قام بها العسكر كما هي عليه بعد أن عرفوا الحقيقة بعد 3 يوليو و14 أغسس في فض رابعة والنهضة.
إذا لا تصالح على الدماء والأعراض.
ولكن القصاص.. والقصاص فقط .. الأمر الذي حول موقف الجماعة بصورة استراتيجية من جماعة إصلاحية محافظة إلى جماعة تتبنى الإصلاح بالمنهج الثوري الذي لا يقبل القسمة على أثنين حيث وجدت نفسها مدفوعة أدبياً وشرعياً بدماء الأبرار وأعراض الأطهار والحرائر إلى الدخول في صراع صفري لا عودة عنه مهما كانت التضحيات.
الأمر الذي حول المشهد برمته لصالح الإخوان فبدلاً من وقوعهم في فخ المصالحة الذي نصب لهم للقضاء عليهم شعبياً لأجيال طولة ، أصبح الجميع يتحدث في مصر وخارجها عن شجاعة وصمود وثبات الإخوان سواء من معارضيهم أو مؤيديهم ولقد ساهم هذا الصمود الإخواني في زيادة وعي الشعب المصري وتكوين حاضنة ثورية كبيرة للتحالف الوطني لدعم الشرعية والإخوان المسلمين.