(معركة الفِراض) و العبر المستفادة منها
بقلم: حسان الرواد
يوم تحالف الفرس والروم ونصارى العرب ضد المسلمين سنة (12 هــ)
التاريخ: (15) ذي القعدة من عام (12) للهجرة
الموقع: الفِراض بجانب نهر الفرات من أرض العراق المتاخمة للشام
أطراف المعركة:
- جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه
- جيوش التحالف وتكونت من:
1- جيش فارس
2-جيش الروم
3- القبائل العربية المتنصّرة والمتحالفة مع المشركين ومنها قبائل تغلب وإياد و النمر
(على غرار قبيلة بو نمر في العراق)
أعداد الجيوش:
1- بلغ جيش المسلمين (20) ألف مجاهد
2- أما جيش التحالف الصليبي المجوسي العربي فبلغ (150) ألف مشرك
نتيجة المعركة:
هزيمة جيش التحالف المجوسي الرومي العربي أمام المسلمين بقيادة خالد بن الوليد هزيمة ساحقة بلغ عدد قتلى التحالف فيها مائة ألف مشرك كما روى الطبري...
فوائد وعبر :
- رغم العداء التاريخي بين الفرس والروم إلا أنهم اجتمعوا ولأول مرة في جيش واحد ضد المسلمين ...وهو ما يحدث في كل زمان ومكان من تحالف كل المختلفين واجتماعهم وإجماعهم على العداء للإسلام والمسلمين خاصة عندما ينهضوا لنصرة دينهم فتظهر مؤشرات عودتهم بعد الغفلة الطويلة التي مضوا فيها ..
- كما أن القبائل العربية المتناحرة المتفرقة التي تعودت على الحروب والثارات والفرقة فيما بينها في الجاهلية ما اتحدت لتشكيل كيان قوي لها إلا عندما تطلب الأمر قتال المسلمين العرب وهم أبناء جلدتهم ومن أرادوا أن يخرجوهم من عبودية الفرس والروم والتبعية الذليلة لهم إلى نور الإسلام وعزة المسلمين ...لكنهم أبوّا إلا العبودية والتبعية و أن يكونوا خنجرا وشوكة في طريق الفتوحات وحطب نار الكبار التي تحرقهم..
- لا يغرّنكم تحالف قوى الشر على الإسلام وكثرة عددهم وتعدادهم فقلوبهم من دون شك شتى فلا تجمعهم سوى المصالح الدنيوية التي يعيشون لأجلها لذلك سرعان ما تفرّقهم نفس المصالح التي جمعتهم .. بعكس المسلمين الذين يقبلون على الموت في سبيل الله إقبال الكفار على الدنيا فيرون الجهاد أسمى أمانيهم فنتائجه كلها خير فإمّا نصر يُعزّ فيه المسلمون وتعلو فيه راية الحق وإمّا شهادة فجنة و ريحان ونعيم ...
- معظم المعارك التي خاضها المسلمون في فتوحات العراق والشام كانوا فيها الأقل عددا في حين كانت أعداد جيوش الفرس والروم أضعاف أضعاف عدد المسلمين لكنّ الله جلّ في علاه قد مكنّ المجاهدين الذين أخلصوا النية من رقاب الكفار فقتلوا خلال المعارك أعدادا كبيرة جدا بلغت من الفرس فقط في معارك العراق 400 ألف مجوسي ..في الوقت الذي لم يخسر فيها المسلمون في فتوحات العراق إلا معركة واحدة عرفت بمعركة الجسر التي تسرّع فيها قائد جيش المسلمين أبو عبید بن مسعود الثقفی رضي الله عنه و التي استشهد فيها هو وعدد كبير من المسلمين.. كان العدد الأكبر في معارك العراق ..
- التوكل على الله ثم الأخذ بالأسباب من حسن التخطيط والتدبير والذكاء كانت من أهم عوامل انتصارات المسلمين حيث استطاع خالد بن الوليد رضي الله عنه و خلال أقل من شهرين من فتح نصف العراق ..
- وأخيرا ... لا يمكن لنا أبدا أن نتجاهل التاريخ عندما نعيش هذا الحاضر وقد تشابهت كثيرا التحالفات والتسميات وجينات الخيانة من القبائل العربية المعاصرة التي تستهدف الإسلام وصحوته ونهضته ...
حسان الرواد