زمــــــــــــــن الــــتــــنـــائـــي
قصيدة للشاعرة/ هيام الاحمد
ألا يــا خـافـقي بـان الـحبيبُ؟ ... لـفـرقته غــزا قـلـبي الـمشيبُ
و أسـأل عـنه نـبضَاً فـي فؤادي ... بــــهِ يــحـيـا و لــكـن لا يـجـيـبُ
و نـظـرتُـهُ مـــنَ الأســقـامِ بُــرْءٌ ... و طــبُّ الــروح إذ يـعـيا الـطبيبُ
ألا يــا عـيـنُ كُـفـيّ عــن بـكـاءٍ ... لــقـد أودى بـجـفـنيْكِ الـنـحيبُ
أغـيّـبـه عــن الـواشـين خـوفـاً ... و فـــي أحـداقِـهِ طـيـفاً أغـيـيبُ
سـيـعرفُ ذاتَ يــومٍ مــن قـلانا ... بِـــأنّــا صـــخــرةَ الـصـبـرِ نُـذيـبُ
و نــزرعُ فــي يـبـابِ الــروحِ حُـبّاً ... و نـجـني مــن شــذاهُ مـا يطيبُ
لـطيرِ هـواه هـذا الـقلب غصنٌ ... و دون جـنـاحِهِ الأفــقُ الـرحـيبُ
عـجـيبٌ أنــت يـا زمـن الـتنائي ... و مـا ألـقـاه في الـدنيـا عـجـيب
إذا مـسَّ الـقلوبَ صـفاءُ عـيشٍ ... تـعـالى فـي مـراثيك الـنحيبُ !
و لــو زارَ الـنـفوسَ نـذيـرُ شُــؤمٍ ... يُــغـرّد فــيـك صـــدّاحٌ طــروب !
مـتى يـا خـلُّ نـنعم فـي وصالٍ ... لـيـزهـر فيَّ ذا الـغـصنُ الـرطـيبُ
ألـم تـرأفْ و دمـعُ الـعين يـهمي ... له في خافقي المصنى صبيبُ
و هـذا الوجدُ يزحف في عروقي ... إذا نــامــت لـــه فـيـهـا دبــيـبُ
تـعال و أشـعل الأشواق همساً ... فـشمسُ الحُبِّ أعياها المغيبُ