اخر الاخبار

السبت , 20 ديسمبر , 2014


معركة اليرموك بعيون الجنود ...

حسان الرواد

هل تعي وتتخيل معنى أن تكون جنديا في جيش لا يشكل تعداده فرقة واحدة أمام جيش ضخم عرمرم مدجج بكل أنواع الأسلحة الحديثة في ذلك الوقت قد زاد تعداده عن المائتي ألف مقاتل وقد ملأ الأرض شرقا وغربا ...

هل تعي وتتخيل عندما تنهال عليك سهام الأعداء في أرض المعركة كما تنهال حبات المطر المنهمر من السماء فتكون احتمالية نسبة إصابتك بسهام عدة في آن واحد هي بنسبة 100%

هل تتخيل وتعي معنى أن تكون حصتك في مواجهة جنود الأعداء عشرة جنود على الأقل فتصبر وتثبت وتتجلّد لساعات دون أن تغفل للحظة فتأتيك عندها ضربات قاتلة ..

هل تعي وتتخيل أن تكون راجلا وتقابل مجموعة من الفرسان على خيولهم يحملون رماحا وسيوفا فتواجههم وتناورهم وتصدهم بكل بسالة ...

لطالما قرأنا عن معارك المسلمين قراءة عابرة متجاوزين التفاصيل والعبر منتهين إلى النتائج مكتفين بذكر بعض الأبطال فيها ...

لكن هل كانت تلك المعارك سهلة ...؟
هل كان الانتصار دون الصبر والثبات ...؟
وما دور الإيمان الراسخ في الثبات والاستبسال ...؟
لو كان للدنيا حظ قليل في قلوب الجنود في تلك المعارك لما سمعنا عن تلك الانتصارات ولكنهم كانوا يقبلون على الموت كما نقبل نحن اليوم على حياة وأي حياة ...؟!!

نعم النصر من عند الله لكن النصر لا يتحقق دون الأخذ بالأسباب بعد الإيمان العميق الراسخ بقوة الله وتدبيره وتحقيق وعده للمسلمين المؤمنين بالنصر إن هم نصروه ..
(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ..)

هكذا انتصر المسلمون قادة وجيوشا في معاركهم التي كانوا فيها قلة قليلة بالمقارنة مع جيوش كبيرة نظامية مجرّبة ...

رحم الله خالدا بن الوليد عندما سمع أحد جنود المسلمين في معركة اليرموك بعد أن شاهد جيش الروم الذي سد الأفق وملأ الأرض ...فقال حينها:"ما أكثر الروم وأقل المسلمين "
فرد عليه خالد وقال له :
"بل قل ما أكثر المسلمين وأقل الروم, أنما تكثر الجنود بالنصر، وتقل بالخذلان"

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان ..اللهم ثبت أقدامهم عند اللقاء وأنزل عليهم السكينة والرحمة وأمددهم بجنود من عندك ...
اللهم وزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائك من الكفار والمنافقين اللهم ودبّ الرعب والفرقة في قلوبهم ...اللهم بدد جمعهم وشتت شملهم واجعلهم وما يملكون غنيمة سهلة للمسلمين ...

حسان الرواد


القراء 1285

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net