"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
الحزبية والعصبية في الدين مثل القطرية والوطنية عند الوطنيين ومثل القومية عند القوميين ومثل العصبية العشائرية عند القبليين لا فرق ما دام الجميع يتعصب لحزبه أو فئته أو لقوميته حتى لو كانت على ضلال أو خطأ ...
أكثر خلافات وانقسمات السنة بسبب تلك الحزبية والعصبية فالجميع ينحصر في تلك الدائرة الضيقة والجميع يرى نفسه على صواب بالكلية وغيره على الخطأ بالكلية ...
وما دام هذا حال السنة فلن يستقر لنا حال وسنبقى ندور حول أنفسنا نقدم خلافاتنا ومصالحنا على مصلحة الأمة التي تواجه مؤامرة كبرى تشارك فيها كل ملل الكفر والنفاق في العالم ...
ويحزن المرء عندما يرى أهل الباطل قد التقوا حول أهدافهم في ضرب الأمة عن قوس واحدة رغم كل تناقضاتهم بعكس أهل السنة الذين يتلقون جميعهم ودون استثناء تلك الضربات ...
فهل يعقل أن يجتمع الشيعة مثلا لا حصرا خلف مرجعية واحدة وهم أهل باطل وضلال في حين تجد أن لأهل السنة مئات المراجع ...وكل بما لديهم فرحون ...
في النهاية الإسلام أكبر من الجميع وأكبر من تلك الدائرة الضيقة التي وضع معظم المسلمين أنفسهم فيها لا يرون غير حدودها الضيقة جدا ...فمن يغار على دينه يسعد بكل انتصار للمسلمين ولو كان في آخر المعمورة كما يحزن ويتألم على كل قطرة دم تسيل من مسلم موحد في أي مكان يقتل ويحارب فيه المسلمون ...ومن يفتقد لهذا الشعور فليراجع نفسه في الحال ...فمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ..
نسأل الله العظيم أن يرد المسلمين لدينهم ردا جميلا وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يوحدهم ويجمع فرقتهم تحت راية واحدة على كتاب الله وسنة نبيه الكريم إنه على ذلك لقدير...
والله من وراء القصد
حسان الرواد