حصاد محاباة مَنْ جعلوا كراهية الإسلام ومعاداته عقيدة وسلوكا ومنهجا لحياتهم
حسان الرواد
بعد تصريحات الساقطة التافهة إلهام شاهين عن الإسلام الذي تريده ونقدها المتواصل للإسلاميين على العموم خرج أحد الدعاة في إحدى الفضائيات يرد على تلك التافهة ويقول عبارته المشهورة ...من أنت لتعلّمي المسلمين دينهم ...فكم رجلا قد اعتلاك ..إلى آخر العبارة ..
ثارت ثائرة كلاب العلمانية وحقوق المرأة الذين صمتوا عن قتل واغتصاب المصريات المناهضات لنظام مبارك الذي ما ترك حكم مصر حتى اليوم ثارت ثائرتهم المعتادة لتطالب بأقصى العقوبات على من جرح مشاعر التافهة الساقطة وعلت الأصوات لحماية الفن الذي ما كان يوما إلا أداة لفساد المجتمع وانحلاله ولتلميع صورة النظام العسكري الذي يحكم ..
عندها قام الرئيس مرسي بدعوة الفنانين لقصر الاتحادية لرد الاعتبار للتافهة إلهام شاهين في خطوة منه لاسترضاء الخواطر وتقديم التنازل والتعهد بحماية الفن والفنانين ورغم تلك الدعوة التي كانت من أجل خاطر إلهام شاهين إلا أنها لم تحضر هذه الدعوة التي وجهها رئيس مصر لها ...؟؟؟
ورغم تلك الصفعة المقصودة إلا أن الرئيس مرسي قام بمبادرة أخرى لتطييب خاطر إلهام شاهين واتصل بها هاتفيا معبرا لها عن أسفه لما حصل ومطيبا خاطرها الذي لم يطب إلا عندما انقلب السيسي علي مرسي وأودعه المعتقل ...
حيث كانت وقت قرار الانقلاب مع الإعلامية هالة سرحان على الهواء مباشرة لتقوم إلهام شاهين وترقص في الأستديو رقصة كيد العوازل المتشفيّة من مرسي وهي ترسل إشارات الكيد والتشفي من مرسي وكل الإسلاميين عبر الهواء مباشرة ...
هذا مثال واحد من مئات الأمثلة الحيّة التي حصلت في مصر وتونس تحديدا في محاولة الإسلاميين التقرب والتزلف إلى العلمانيين والملحدين وسفلة المجتمع ممن كانوا ولا زالوا عونا لكل نظام مستبد مستأصل لكل ما هو إسلامي ...
في الوقت الذي أداروا فيه ظهورهم كثيرا للشرفاء في تلك المجتمعات الذين ناصروهم ووقفوا إلى صفهم ومنحوهم ثقتهم الكاملة متغاضيين عن أخطائهم وهفواتهم وعثراتهم الكثيرة ...
فيكفي أن نقول أن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فكّ الله أسرهم قد كلّ لسانه من نصحهم وتحذيرهم من السيسي والمجلس العسكري حتى الأسبوع الأخير الذي سبق الانقلاب على مرسي ليخرج العريان القيادي في جماعة الإخوان في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي يسخر فيها ويقلل مما قاله الشيخ أبو إسماعيل ..
وتونس ليست أفضل حالا من مصر فالتنازلات كثيرة وكبش الفداء وعربون البقاء كان السلفيين الذين اعتقلوا بالمئات وقتلوا منهم العشرات في حكومة النهضة حتى يثبتوا أنهم ليسوا إرهابيين وأنهم متحضرون كباقي القوى (المدنية) التي يرضى عنها الغرب ...
والنتيجة اليوم الإقصاء حتى من الحكومة مع أقلية في البرلمان حيث أدت تنازلاتهم إلى انخفاض شعبيتهم عند التونسيين ثم الخروج بخفي حنين ممن ناصفوهم عندما كانوا الأغلبية في المرحلة الأولى ...
فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ...فكيف بمن لدغ مئات المرات عبر السنين العجاف و من نفس الجحر فلم يتعلّم أو يتغيّر أو يراجع حتى المنهج ..؟؟؟
ملاحظة ...
دولة المرابطين في المغرب العربي بدأت بدعوة إصلاحية لإعادة المجتمع الذي انحرف وابتعد عن دينه في زمن لم يكن فيه الإسلام أحسن حالا من الآن لكن هذه الدعوة لم تحتاج إلا إلى سنوات أربع فقط حتى بدأت تؤتي أكلها إلى أن استطاعت بعد ذلك بسنوات أن تبني دولة قوية امتدت من عمق أفريقيا حتى حدود فرنسا في الأندلس وتعيد إلى الإسلام هيبته وقوته بعد الوهن والضياع ...
فلماذا أضاع المسلمون "معالم الطريق" واستبدلوه بطرق اختارها لهم الغرب الذي لا يريد لهم إلا ما هم عليه الآن بل والأسوأ من ذلك ...