المسألة التسريبية !
بالنسبة لي لم يأت التسريب الذي بثته قناة الشرق والخاص بباسم يوسف بجديد، فتدخل العسكر في توجيه الإعلام أمر معلوم من الانقلاب بالضرورة، فمن بربكم الذي كان يوجه الإعلام كله لنشر مصطلح (خرفان) لتمهيد الشعب لذبح الإخوان المسلمين ؟ ومن الذي يملي على الصحف وعلى القنوات ما تقوله ؟
منذ عدة شهور وصلت إلي وثيقة نشرتها على صفحتي العامة على الفيسبوك، عبارة عن منشور وزعته المخابرات الحربية على مديري الإدارات في التلفزيون المصري تحوي تعليمات عن عدم استضافة ضيوف من خارج أسماء معينة تفرضها المخابرات الحربية، ونشر ذلك الملصق على حوائط ماسبيرو .
ما لفت نظري في التسريب حقيقة هو طريقة مدير مكتب شاويش الانقلاب وهو ينادي على ( أحمد ) بدلال ( عروسة ) في أول أسبوع من شهر العسل، ولم يكن ينقص المشهد سوى أن يستلقي ويمسك بسماعة الهاتف ليقول له ( كدة برضه يا سونة يا خاين ) كما كان يفعل الراحل عبد المنعم إبراهيم وهو يقلد الفنانة هند رستم، وهو المشهد الذي أعاد إلى ذاكرتي مشهد شاويش الانقلاب وهو يرد على إحدى المذيعات قائلاً (وتن يعني حودن).
عندما نشر مقال أ. حسام الغمري مقاله الذي روى فيه كيف راوده أحد الأسماء الكبيرة في وزارة الثقافة عن نفسه، لفت نظري أحد القراء وقتها، إلى قراءة مقال د. محمد عباس (الحداثة.. والشــــذوذ)، وأفزعتني تلك التقارير السرية التي تحدث عنها، والتي تشير إلى انتشار الشذوذ بين القيادات العليا للبلاد، وأن ذلك مرتبط بمخطط أجنبي للسيطرة على البلاد !!
كانت تلك التقارير في 2001 يا سادة، فكم بلغت تلك النسبة الآن مع ( أحمد ) ومع ( الحودن ) ؟؟
لفت انتباهي أيضاً الطريقة الذليلة التي يتكلم بها مدير مكتب شاويش الانقلاب مع أحد مديري القنوات، ومخاطبته له بلقب ( معالي الريس ) وهو ما ذكرني بتلك الوقفة الذليلة التي وقفها شاويش الانقلاب أمام بوتين وبصعوده للطائرة وتقبيله رأس ملك السعودية، فهل هؤلاء الأذلاء ( بتوع أحمد والحودن )، هم من كنا نظن أنهم ( رجال ) يقودون جيشاً ؟؟
أما ما جاء في التسريب عن باسم يوسف، كان من الممكن أن أتعاطف مع باسم يوسف، لو كان أبدى ندماً على ما جناه على مصر، لو كانت حرمة الدم الحرام قد أفاقته، ولكنه حتى بعد المذابح في الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة قدم حلقة من أكثر حلقاته فجوراً، رقص فيها على دماء من خربت بيوتهم وقتلوا وحرقت جثامينهم وترملت زوجاتهم وتيتم أبناءهم، أذكر أول مرة شاهدت فيها فيديو الحلقة، أنني بكيت كما لم أبك من قبل، وكانت يدي ترتعش غضباً وظللت أتسائل هل يمكن أن يتجرد شخص من الإنسانية وأن يصل إلى ذلك المستوى المنحط ليرقص على الدماء ويسخر من الشهداء ؟
كنت أرى أن باسم يوسف يمثل مدرسة جديدة من الإعلام، فإذا به يمثل مدرسة جديدة من الفجور الفج الذي لا يرتدي أقنعة.
في تسريب الأمس سمعنا كيف منع العسكر ذلك الشخص من الظهور على الشاشة، فمن أعان ظالماً سلطه الله عليه، بالنسبة لي، هو شخص مشارك في الدماء بل شارك فيما وصلت إليه مصر من انحطاط، بل هو شريك حتى مع اللوا عبعاطي كفتة، فهو من أيد الانقلاب الذي قامت به تلك الحثالات وكان بإمكانه التبرؤ من الدماء على الأقل إن اكتشف خطأ موقفه كأي إنسان يعمل من أجل الحق …
بالنسبة لي لا أهتم كثيراً بباسم يوسف أو غيره ممن يتم وقفهم ولا اعتبر وقفهم ظلماً، بل هي معركة بين ظالم ومن أعانه، معركتنا الآن هي الثورة وكيف نطهر مصر من دنس العسكر ونستعيد مكاسب الثورة وعلى رأسها الرئيس مرسي.