بكل تأكيد وصدق وأمانة، أصبح الرسول الأعظم الأقدس -عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار أفضل الصلاة والسلام- رمر وعنوان الإنسانية بكل ما قدمه من أخلاق وقيم ومبادىء ونظم دينية وسياسية واجتماعية واقتصادية وهذا باعتراف مفكرين وعلماء وكتاب الشرق والغرب. تلك الشخصية الإنسانية التي غيرت مجرى التأريخ وقلبت موزاين الأحداث رأسًا على عقب. حيث غيرت مجتمع جاهلي صحراوي كالحجر الى مجتمع مدني حضاري، وسيطر خلال ربع قرن من الزمان على مشارق الأرض ومغاربها بفضل رسالته. حيث قال الروائي الروسي " ليو تولستوى" الذي أعجب بالإسلام وتعاليمه في الزهد والأخلاق والتصوف، فقد أنبهر بشخصية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وظهر ذلك واضحًا على أعماله، فيقول في مقال له بعنوان (مَن هو محمد؟): (إن محمدا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية، وهو عمل عظيم لا يقدم عليه إلا شخص أوتي قوة، ورجل مثله جدير بالإحترام والإجلال).
ويقول لومارتان مؤرخ أوروبي: (أعظم البشر على الإطلاق)، وخير مَن مثل وأعاد هذه الأمجاد والأخلاق والعلوم والمعارف والآداب والنظم المحمدية الاسلامية الأصيلة هو حفيده المرجع الصرخي بكل ما قدَّمه من مواقف رسالية إسلامية وخاصة ثورته العلمية التأريخية والعقائدية الإسلامية في إعادة كتابة التأريخ والعقائد الإسلامية من جديد وفق معايير الصدق والأمانة والحيادية والإنصاف المحمدي، والقضاء على كل مظاهر وم
نابع التكفير والإرهاب التيمي الداعشي القاتل والى الابد.
وحول زيارة قبر النبي –صلى الله عليه وآله وسلّم- التي اعتبرها المنهج التكفيري التيمي حرام وبدعة على الإسلام فإن لها خصوصية الشفاعة..
حاشية ابن حجر الهيثمي على الإيضاح للنووي، قال الحافظ ابن حجر الهيثمي: وقد روى البزار والدار قطني بإسنادهما عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: (قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-: مَن زار قبري وجبت له شفاعتي) ورواه الدارقطني أيضًا والطبراني وابن السبكي وصححه بلفظ (منْ جَاءَنِي زَائِرًا لا تحمِلهُ حَاجَةٌ إِلّا زِيَارَتِي، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ). أقول: يعني زيارة نفس المكان، نفس القبر، نفس النبي، -صلّى الله عليه وآله وسلم ، زيارة نفس القبر فيه خصوصية وينال الزائر الشفاعة، ويضاف لهذه زيارة الصحابة، كثرة العبادة، المسجد، إعتكاف المسجد، فلا يضر قصده في حصول الشفاعة له.
مقتبس من المحاضرة {14} من بحث: (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) ضمن سلسلة بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي للمرجع المحقق السيد الصرخي الحسني -دام ظله -
28 ذي الحجة 1437هـ ـ 30 / 9 /
2016مhttps://e.top4top.net/p_10372x9c71.jpg