المحقق الصرخي الزهراء من البكّائين الخمسة في الرسالات السماوية
إنّ الحزن والبكاء على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون - صلوات الله عليهم أجمعين - وقد ثبت في الخارج الثمار الصحية والنفسية والأخلاقية والاجتماعية المترتبة على البكاء، وتشير الروايات إلى استحباب الحزن والبكاء والتباكي، وإنّ فيه أجر شـهيد بل مائة شهيد كما في بكاء يعقوب على يوسـف - عليهمـا السلام -، ولا يخفى أنّ المراد في المقام ليس الجـزع علـى المصائب؛ بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى اذن البكاء هي سيرة قرآنية ونبوية رسالية وانسانية لدى كل الامم والشعوب وخاصة الرسالات السماوية التي جاء بها الانبياء والرسل عليهم السلام ومن هنا جاء بكاء وحزن السيد الطاهرة الزهراء عليها السلام على ابيها فخر الكائنات الرسول الاعظم الاقدس (عليه وعلى اله الاطهار وصحبه الاخيار افضل الصلاة والسلام ) لانه يمثل امل الانسانية وكل الاخلاق والمثل والمبادىء الحضارية السامية التي جاء بها الانبياء والرسل والصالحين الاحرار حيث قال (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) صدق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
عن الإمام الصادق -عليه السلام-: البكاؤون خمـسة: آدم ويعقوب ويوسف -عليهم السلام- وفاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلي بن الحسين -عليه السلام- 1- أما آدم ، فبكى على الجنة حتى صار خدّاه أمثـال الأودية. 2- أما يعقوب، فبكى على يوسف حتى ذهب بصره.3- أما يوسف، فبكى على يعقوب حتى تأذّى بـه أهـل السجن، فقالوا له: أما أنْ تبكي بالليل وتسكت بالنهار، وأما أنْ تبكي بالنهار وتسكت بالليـل فـصالحهم -عليـه السلام- على واحدة منهما. 4- وأما فاطمة -عليها السلام- فبكت على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، حتى تأذّى بها أهل المدينة، فقـالوا لها: قد آذيتِنا بكثرة بكائك، فكانت تخـرج إلى مقـابر الشهداء، فتبكي، حتى تقضي حاجتها فتنصرف. 5- وأما علي بن الحسين -عليهما السلام- فبكـى علـى الحسين -عليه السلام- عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وُضع بين يديه طعام إلّا بكى، حتى قال له مولى له: جُعلت فداك إني أخاف أنْ تكون من الهالكين! قال -عليه السلام-: إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم ما لا تعلمون، إني ما ذكرت مصرع بني فاطمة إلّا خنقـتني العبرة.
مقتبس من بحث "الثورة الحسينية والدولة المهدوية "لسماحة السيد الأستاذ -دام ظله-