مولد أبو الحجاج
اجمل ذكريات طفولتي في الصغر ارتبطت بمولد أبو الحجاج والدوره ...عادة يبدأ أهالي الاقصر قبلها بأيام في تنقية القمح واعداد الكباب واستعارة المفرمة من بيت لبيت كانت فرحتنا ونحن صغار أن نراقبهم ونعمل معهم ونشاغلهم ...
وعند الانتهاء يبدأ عملنا نحن في توزيع اطباق الكباب على الجيران والاهل وتبتدي حفلة النقد فﻻنه كبابها ناشف وفﻻنه مقلله اللحمه وكل واحده فرحانه وفخوره بعمايلها ويأخذنا عمو صﻻح المختص بصغار العائلة الي الكورنيش ويحملنا لنجلس فوق سور فيﻻ اندراوس باشا على النيل علشان نشوف الدوره وهي معدية ونشب باجسادنا الصغيره عشان نشوف الرجال على احصنة بيضاء مزينة يحملون الاعﻻم والرايات ..
وكأن لعبة الزمن اخذتك فجأة إلي ماضي سحيق ونأجر حنطور ونلف مع الدوره في شوارع المدينة وفي المساء تفتح ابواب البيوت وتعد موائد الطعام للغرباء من القرى المجاورة الذين جاؤوا لحضور المولد وننقل الاطباق للمندرة ليأكل الضيوف وبعد ان ينتهوا يبدأ تنظيف المائدة واعدادها لفوج آخر ..
كانت نجمة المولد عمتي الكبيرة تشرف على كل شيء بصرخة هنا وضكة هناك لم يسعفني الزمن برؤية جدي وجدتي لكن عمتي سعاد كانت هي الام والجدة والعائلة والبيت المفتوح في كل الاوقات اينما كان طريقك او اتجاهك ﻻبد ان تأخذك قدميك آخر المشوار إلي بيت جدي وعمتي سعاد دائما منتظره الجنيع بابتسامتها وصوتها الحنون..
لديها قدرة عحيبة على ان تشعر كل فرد انه اهم فرد في العائلة وله اسم دﻻل خاص به ..
اهلا يا فوفا نورتي يا لوﻻ كانت عمتي هي الاقصر هي المولد هي بيت جدي المفتوح دائما هي الصدر الحنون وهي الجبل الصامد وهي الوحش الشرس الذي يحافظ على لمة العيلة التى نجتمع دوما عندها ونحلس جولها نادرا مايصادفك البيت مغلقا دائما ابوابه مفتوحه كانه حضن كبير يحتوي الجميع ..
ماتت عمتي ولم يسعفني القدر ان اخبرها كم كنت احبها بل كنت اعشقها بالتاكيد لم تكن تعلم ذلك ليتني اخبرتها كم كنت احبها احب قسوتها وحنانها وسخريتها وغضبها عمتي كانت الاقصر كانت المولد كانت بيت جدي كانت جزوري الراسخة .....
وماتت عمتي وماتت اشياء كثيرة بدخلي ولم ادخل بيت جدي بعدها ولم ازر الاقصر ،،،،،
ماتت عمتي وانفض المولد
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية