النظام الغذائي وتأثيره على عبادة الفرد
بقلم ضياء الراضي
سبحان القائل في محكم كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم((وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ))صدق الله العظيم
إن القسم الإلهي المتكرر في هذه السورة المباركة وكيف يؤكد الله سبحانه وتعالى على أنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم على تلك الهيئة وهذا القوام وهذا الخلق العظيم بجميع أعضائه وأجهزته العصبية والعضلية وأجهزة الدوران وكيف أن الله ميزه عن جميع مخلوقاته بالعقل وهذه النعمة المباركة والتي على أساسها يثاب العبد ويعاقب وهذا الكيان يعتمد على الغذاء لأن الغذاء هو الأساس على بقاءه واستمراره بالحياة وهذا الغذاء يجب أن يؤخذ حسب قدر وميزان حتى لا يكون له تأثير سلبي لأن المعدة والتي هي موضع بقاء الغذاء ومنها يتم نقله إلى أعضاء الجسم بعد إجراء عمليات الهضمة وعملية تحليل الغذاء فالمعدة وكما توصف بأنها هي بيت الداء والدواء فيجب أن يكون هنالك اتزان في الغذاء وعدم الافراط في الأكل وتجعل متسعاً للماء والهواء حتى لا تحصل اضطرابات في المعدة هذا من الناحية الصحية وبناء الجسد وبنفس الوقت نرى أن الافراط في الأكل له تأثير على النفس حيث عند حصول التخمة فإن الإنسان يصبح مثقلاً وغير قادر على أداء العبادة وبنفس الوقت أن الإنسان المتخم لا يحس بمعاناة المساكين والفقراء الجياع الذين يعانون صعوبة العيش في هذه الحياة فالتخمة تجعل الإنسان معرضاً عن العبادة وأداء القيام في الليل وهنا إشارة إلى ما ذكره المحقق الأستاذ الصرخي الحسني خلال المحاضرة السابعة والعشرون من بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي بقوله:
)التخمة تمنع المؤمن من قيام الليل
الرواية الثلاثون بعد المئة في صفوة الصفوة وتلبيس إبليس لابن الجوزي ، عن وهيب أو وهب بن الورد قال : "بَلَغَنَا أَنَّ الْخَبِيثَ إِبْلِيسَ تَبَدَّى لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَكَ، فَقَالَ : كَذَبْتَ أَنْتَ لا تَنْصَحُنِي ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ بَنِي آدَمَ ، فَقَالَ : هُمْ عِنْدَنَا عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ ، أَمَّا صِنْفٌ مِنْهُم ( الأول ) فَهُمْ أَشَدُّ الأَصْنَافِ عَلَيْنَا ، نُقْبِلَ حَتَّى نَفْتِنَهُ وَنَسْتَكَنَ مِنْهُ ، ثُمَّ يَفْرُغُ إِلَى الاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةُ فَيفْسِدُ عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكْنَا مِنْهُ ، ثُمَّ نَعُودُ لَهُ فَيَعُودُ ، فَلا نَحْنُ نَيْأَسَ مِنْهُ ، وَلا نَحْنُ نُدْرِكَ مِنْهُ حَاجَتَنَا ، فَنَحْنُ مِنْ ذَلِكَ فِي عَنَاءٍ ، وَأَمَّا الصِّنْفُ الآخَرُ (الثاني) فَهُمْ فِي أَيْدِينَا بِمَنْزِلَةِ الْكُرَةِ فِي أَيْدِي صِبْيَانِكُمْ نُلْقِيهِمْ كَيْفَ شِئْنَا ، قَدْ كَفَوْنَا أَنْفُسَهَمْ ، وَأَمَّا الصِّنْفَ الآخَرَ (الثالث) فَهُمْ مِثْلُكَ مَعْصُومُونَ لا نَقْدِرُ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : عَلَى ذَلِكَ هَلْ قَدَرْتَ مِنِّي عَلَى شَيْءٍ ؟ قَالَ : لا ! إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَإِنَّكَ قَدَّمْتَ طَعَامًا تَأْكُلُهُ فَلَمْ أَزَلْ أُشَهِّيهِ إِلَيْكَ حَتَّى أَكَلْتَ منه أَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُ ، فَنِمْتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَلَمْ تَقُمْ إِلَى الصَّلاةِ كَمَا كُنْتَ تَقُومَ إِلِيَهَا ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : لا جَرَمَ لا شَبِعْت مِنْ طَعَامٍ أَبَدًا ، فَقَالَ إبليس له : لا جَرَمَ لا نَصَحْت آدَمِيًّا بَعْدَكَ).انتهى كام الأستاذ المحقق ..
سبحان العلي القدير سبحان من جعل لكل شيء نظام وكيان وكيف جعل لكل شيء قدر ورغم أنه قسم وأكد القسم على أنه قد خلق الإنسان بأحسن تقويم بأحسن هيئة بأحسن صورة وأحسن قوام وكيف جعل فيه العديد من الأجهزة والتي كلا يؤدي واجباته ويعطي الايعازات للآخر ويتأثر كلا بالجهاز الآخر فهذه صنع الخالق العليم تستوجب منا الشكر والانصياع للأوامر الإلهية وأن يكون الإنسان حقاً الخليفة الذي يعمر أرضه ويرحم عباده ويعيش معهم على القانون الالفة والمحبة والتعايش السلمي لا قانون الدواعش قانون حياة الغاب والتنافس والتقاتل وسفك الدماء وإباحة المحرمات وهتكها الأعراض وتدمير المدن والقرى .............
مقتبس من المحاضرة السابعة والعشرون من بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي للمرجع الأستاذ
6 محرم 1436 هـ - 31/ 10 / 2014م
https://www.gulf-up.com/12-2017/1514091118531.png --
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++