الأسرى التوابين ...يحكمون بلاد الرافدين
الكاتب طارق الجبوري
ينقل لي أحد الأشخاص وهو يمتلك شركة نقليات تختص بنقل المسافرين بين العراق وإيران ..ينقل أنه في إحدى السفرات التقى ببعض المسافرين الإيرانيين وبعد تبادل الثقة بينهم وبين المتعهد قالوا له نريد أن نطلعك على أمر مهم لطالما كتمناه في قلوبنا طيلة السنين السابقة ونعتقد أن الفرصة حانت لأن نذكره ما دام أصبحت صديقنا وموضع ثقتنا !
قالوا بأنهم ضمن المشاركين في الاحتجاجات والتظاهرات الأخيرة التي حصلت في إيران ومن أشد المعارضين لسياسة ملالي طهران ..
لكن واثناء الحديث ومجرياته تطرقوا هؤلاء المسافرين عن الحرب التي دارت بين البلدين ونتائجها وتأثيرها على الحياة وتحدثوا أيضاً عن أسر الكثير من العراقيين .
وكان القصد من ذكر هذا الأمر ( قضية الأسرى العراقيين) حيث تم تركيز حديثهم عن الأسرى وكيف قامت الحكومة الإيرانية بتجنيد الكثير من هؤلاء الأسرى تحت مايسمى ب (التوابين) فهؤلاء أصبحوا عين السلطات الحاكمة في إيران ويرمون التهم جزافاً على اخوانهم الأسرى ويرفعون التقارير ضدهم بوشايات كذب في كذب والغاية كل الغاية هو أن يحصل كل (تواب) على امتيازات منها الزواج وتقاضي الرواتب ولايعتبر أسيراً في نظر السطات الحاكمة ....
ولم يقف الأمر عند هذا الحد في التسلط على اخوانهم الأسرى بل راح حكم الملالي إلى أبعد من ذلك هو اعطائهم صلاحية الاعتداء حتى على المواطنين الإيرانيين الآمنين
ويقول هذا المتعهد وأكثر ماأدهشني من حديثهم أنهم قالوا عندما انتهت الحرب بين البلدين فرحنا كثيراً لا لانتهاء الحرب وانهاء القتال ....كلا, بل لأننا تخلصا من تجسس هؤلاء (التوابين) وتسلطهم علينا وعلى مقدراتنا ...
نقول إن الشعب الإيراني رغم مؤهلاته وعدد نسماته التي تفوق نسمات الشعب العراقي بثلاث أضعافه كيف يعيش مع هذه العصابات التي جندتها حكومة إيران وجعلتها على شكل ميليشيات عاثت في العراق الفساد والظلم والاستهتار وبث روح التباغض بين أبناءه ولم تقف عند هذا الحد بل أصبح زمام الأمور كلها بأيديهم ولازال العراقيون يأنون من سطوة هؤلاء السنخ من المحسوبين على البشر.