الهدف الأسمى والرقي والتكاملات تحتاج إلى تدرج ...
بقلم :ضياء الراضيّ
يسعى الإنسان جاهداً بالوصول إلى أعلى المراتب والكمال المطلق لأن هدفه هو الوصول إلى الهدف الأسمى والغاية في مجال معين من مجالات الحياة حتى يكون في أعلى مراحل الرقي والكمال فنراه يتبع خطوات مدروسة وتدرجات مثلاً لو تتبعنا مراحل وصول أي شخص في مجاله الأكاديمي على سبيل الحصر فنراه يبدأ أول مراحل الابتدائية و متوسطة ثم الاعدادية إلى المرحلة الجامعية ثم الدراسات العلياء وهكذا وحتى في مجال التجارة وأي عمل آخر من أعمال الفرد الدنيوية والممارسات الحياتية اليومية فنرى التدرج حتى وصل إلى مرحلة الابداع والتطور فكيف إذا كان السعي والجهد من أجل كمال النفس والروح والرقي بها وتربيتها تربية أخلاقية إسلامية ويهذبها فإنه يسلك السلوك الصحيح السلوك الحقيقي في بناء الشخصية حي يجب الاعراض عن كبائر الذنوب والخطايا في سبيل راحة الذهن ثم إلى صغائر الذنوب وهكذا وبنفس الوقت يتجه بالاتجاه الصحيح حي الابتعاد من هذه الجهة أي جهة الخطايا والذنوب والتوجه نحو الرب العلي القدير نحو درب السلام والرقي وكانه يسير على خط الأرقام من السلبي إلى الصفر ثم إلى سلم الأرقام الموجبة فهذا الدرج يسير به نحو التكامل المطلق إذا ثبت عليه وهنا إشارة إلى كلام سماحة المحقق الأستاذ الصرخي الحسني خلال بحثه الأخلاقي (السير في طريق التكامل) بقوله :
(التدرج في الرقيّ والكمال
الإنسان الذي يريد أن يسير في طريق الكمال الروحي والأخلاقي وتربية النفس، عليه أن يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقيّ حتى الوصول إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى؛ لأن عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالبًا ما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل، ولعلاج هذه الحالة المَرَضيّة عليه أن يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوى الأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همّته ويضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني وهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصول إلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي، فلا يترك طريق الحقّ ويرضخ وينقاد لخطّ الباطل والرذيلة؛ بل عليه أن يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقيّ، فمثلًا في المستوى الأول عليه أن يهتمّ ويسعى للتعوّد علي ترك الكبائر فيعمل في سبيل تنمية وتصفية خاطره في سبيل الترقي والوصول إلى مستوي يمتنع فيه عن الكبائر، وبعد ذلك يضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني بأن يترك الصغائر فيعمل إلى أن يعوّد نفسه على ترك الصغائر، وهكذا يضع لنفسه مستويات أخرى إلى أن يتقرب شيئًا فشيئًا من حالة ملكة العدالة ويزداد ترقّيه حتى يصل إلى مستوى امتلاك ملكة العدالة، وهكذا بإمكانه أن يرتقي إلى مستويات أعلى دون مستوى ومرتبة العصمة.)انتهى كلام الأستاذ المحقق .
فتربية النفس وترقيتها من أهم الأمور التي يجب على الإنسان السوي أن يسعى إليها حتى يصل إلى الدرجات العليا ويستحق العنوان الذي من أجله خلق وهو خليفة الله في أرضه الذي أشار إليه النص المعمر لها والذي من أجله بعثت الرسل والأنبياء ولأجله تحمل ما تحمل الأنبياء من ظلم وإقصاء وافتراءات من أجل الوصول بالإنسان إلى التكامل والرقي ...............
مقتبس من البحث الأخلاقي (السير في طريق التكامل) للمحقق الأستاذ الصرخي
https://f.top4top.net/p_754sx2yi1.jpg +++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++