المُحقِّقُ الصَّرخيُّ: البَراءةُ وكلُّ البَراءةِ مِنْ أنْ نكونَ كالذينَ قاتلوا الإمام الحسين
.......................................................
ضياء الراضي
إن الإمام الحسين - عليه السلام- قُتِلَ بسيفِ النفاق والغدر، قُتِلَ لأن الناس نَصَرَتْ الباطل وخذَلَت الحق، قُتِلَ بسيوف أناس باعوا دينهم ودنياهم من أجل دنيا غيرهم. وها هو حال أهل الكوفة الذين كاتبوا الإمام الحسين - عليه السلام- حيث قالوا له: أقبِل إلينا، فلا أمير لنا إلا أنت. لكن عندما مُحصوا وتغربلوا، ماذا كان الموقف؟! هو الانخراط في صف الأعداء وخذلان الحقِّ والسير بركاب المنكر وأهل المنكر وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل كانوا هم السيوف التي شُهرَت بوجه الحقِّ مقابل القليل من المال مقابل وعودٍ كاذبة، لأنَّها صدرت من كاذب مستحِل الحُرُمات قاتل النفس المحترمة ومبيح دماء الأولياء فهذا النهج وهذا الأسلوب الذي عاشت عليه الأمة التي خذلت إمامها إمام الحقِّ الذي ضحّى بمهجته الشريف من أجل إصلاحها من أجل إنقاذها من التهيه والضلالة؛ لأنّ هذا هو نهج الأمة على خطّ ونهج جدّهم الأقدس المصطفى - صل الله عليه واله وسلم- فالأمة التي تخذل الحقّ والمجتمع الذي يعطِّل فريضة من فرائض الله سبحانه، فالعقل والشرع والاخلاق يُلزمنا بإعلان من هكذا أمة وهكذا أفعال قبيحة مشينة، مِن هكذا فعل وهنا إشارة من شَذرات المرجِع المحقِّق الصرخيّ بقوله:
}}السلام على الحسين وعلى أولاده وأصحابه
لا بدّ أن نتيقّن الوجوب والإلزام الشرعي العقلي الأخلاقي التاريخي الاجتماعي الإنساني في إعلان البراءة والبراءة والبراءة وكلّ البراءة من أن نكون كالذين تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا كالذين عملوا السيئات ولم ينتهوا ولم يتّعظوا، فلنحذر من أن نكون على مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم، حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للإمام الحسين عليه السلام بقوله : ( أمّا القلوب فمعك وأمّا السيوف فمع بني أمية) فقال الإمام الشهيد المظلوم الحسين (عليه السلام) : (صَدَقْتَ، فالناس عبيد المال والدين لَعقٌ على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون )، والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى الأنصار الأخيار السائرين على درب الحسين ومنهجه قولًا وفعلًا وصدقًا وعدلًا }}.انتهى كلام المرجع الأستاذ
http://gulfup.co/i/00686/ibng1renjtrd.jpg -
فإمامنا الحسين -عليه السلام - نهجٌ واضحٌ، نهجٌ مبنيٌّ على أسُسٍ رصينةٍ ألا وهي أُسُس القيم والاخلاق الإسلامية الحقيقة، التي جاء بها النبيّ المصطفى وهي نشر العدل والمساواة ومحاربة الظلم والفساد والإفساد والبراءة من أعداء الحقِّ ونحذّر أنفسنا وغيرنا من السلوك المُشين والأفكار المدسوسة التي نشرها أعداء الأمة والإسلام ونُحذِّر الغيرَ منها.