كل الشعوب والدول في العالَم، حتى الدول المتطوّرة أو المتقدّمة والملتزمة إجتماعيّا تحتار ويرتبك كيانها الإجتماعي وتهتز إذا ما تعرّضت لأِي فكرة أو عقيدة أخلاقية أو إجتماعية أو فكرية تُعتبر جديدة ودخيلة عليها، ولأجل ذلك هيَّئت العديد من تلك الدول [مؤسسات ومراكز بحثية استراتيجية] لدراسة هذه الأفكار ومحاولة إيجاد حلول وخيارات ناجعة ناجحة تقضي على تلك الأفكار حال مداهتمها أو على الأقل تحدّ من حالة تفشّيها إن كانت متفشّية.
هذا الأمر قد حصل فعليًّا مع النُّظُم الغربية في أواسط القرن المنصرم عندما بدأ (الفكر الماركسي) يُهدّد باجتياح المجتمعات الغربية، ولمواجهة هذا الخطر على سبيل المثال، كَحل من الحلول للتقليل من خطره وأهميّته لم تجد هذه النُّظُم من بُدٍ من الرضوخ لإرادة شعوبها من خلال إنهاء كافة الفروقات الطبقية، ومحاولة إيجاد مجتمع يدعو الى المساواة، وتراجع جزئي تدريجي للدور الرأسمالي للدولة، وزيادة الدخل المعيشي، والتقليل من الضرائب ووو غيرها من التنازلات التي كُلها أو جلّها كانت تصب في صالح المواطن الغربي. على الرغم أن هذه التنازلات حينها لا تُعتبر حلولًا بطبيعة الحال كونها أساسًا هي عبارة عن حقوق وواجبات على الدولة توفيرها للمواطن هذا من ناحية. ومن الحلول الأخرى، إتخاذ موقف الملاحقة الأمنية وذلك بسبب اشتعال الحرب الباردة في ملاحقة الماركسيين وحلفائهم في الولايات المتحدة. وجاءت أبرز حملات الملاحقة تلك بواسطة لجنة مجلس الأنشطة غير الأمريكية.
في مجتمعنا العراقي الحالي، برزت [ظاهرة فكرية وأخلاقية] شاذّة وخطيرة جدًا بدأت بالتنامي في المجتمع وتهدّد الشباب وهي ظاهرة [الإلحاد] فضلًا عن إنحرافات أخلاقية أخرى تهدف الى تدمير الشباب المسلم الذي يُعتبر الُّلبنة الأولى لبناء المجتمع، وإبعادهم عن تربية وأخلاق الإسلام الفاضلة. ولذا كان للشباب المسلم الواعي الواعد نظرة أخلاقية عملية مؤثرة في ضمير الأشبال والشباب تدعوهم الى التمسّك بأخلاق أئمة أهل البيت [عليهم السلام].
أشبال مجالس ومهرجانات الشور والبندرية وإنقاذ المجتمع من براثِن التطرف الفكري والأخلاقي.
وثّق الأشبال (رواديد ورواد مجالس ومهرجانات الشور والبندرية) الصورة الأكثر جمالًا وإنسانية، بإبداعهم المنقطع النظير في استذكار أفراح وأتراح العترة الطاهرة، ليحققوا انتصارًا محليًا وعالميًا على طغاة الفساد المجتمعي، الذين يريدون حصر تطلّعات وطموح وأماني الأشبال في خانة التطرّف الأخلاقي، لِيُرسّخوا في عقولهم إحتراف مفهوم الجريمة الأخلاقية، بوقوفهم الشامخ على منابر مجالس ومنصّات مهرجانات الشور والبندرية، ليثبتوا ورغم كل ما حاق بهم من تآمر معادٍ لشعائر الله الدينية، أنهم لاعبون أساسيون في عملية إنقاذ المجتمع عامة والأشبال والشباب خاصة من التوهان الأخلاقي والضياع الإلحادي والارتباك الإباحي المنحرف، وليثبتوا أن التحليق نحو العُلا، لا يتحقّق إلّا بمراعاة القواعد الفكرية، المبنية على أدبيات التقوى والوسطية والأخلاق التي أظهرها من الخفاء إلى العلن المُحقِّق الصرخي في إستفتائه الموسوم ( الشور.. سين سين.. لي لي.. دي دي.. طمة طمة. (أنصار المرجع الأستاذ الصرخي).
فكانت مجالس الشور والبندرية التي أوعز بها المرجع الصرخي هي العلاج الناجع والناجح والترياق الذي أذاب ويُذيب كل الأفكار الشاذّة والمتطرِّفة والمنحرفة من إلحاد وأخلاق فاسدة ومفسدة التي يرعاها أهل الفساد من شياطين الجن والإنس. هذه المجالس والأجواء الإيمانية وما فيها من نفحات روحانية تسمو بمرتاديها ومعتقديها نحو الكمال والعُلا وروح وريحان قُدسي إلهي جعل نفوس الشباب والأشبال وقلوبهم وأرواحهم تتعلّق بذلك كونها من صميم دينهم وعقيدتهم التي يعتقدونها، وهي تُعد باب واسع من أبواب الخير والرحمة واستنزال الخير والبركات على الأمة.
https://d.top4top.net/p_8788wpb31.png