ياحيدر..
ربما تتساءل عن معطيات الشور ومجالس الشور وما تخلَّله من فعاليات أخرى قد اندرجت ضمنه مثل المواكب السيارة، وعن ما هيّة ثماره وإفرازاته الإيجابية التي حقَّقها في الساحة الإسلامية والإجتماعية في هذه الحقبة، ومدى تأثيره على شريحة الشباب المسلم في هذه المرحلة الحرجة من التأريخ.
لكي تعرف ذلك، لا بُدَّ أنّك قد لاحظت بنفسك ورأيت بعينك خلال الأيام المنصرمة الرواديد الأشبال وكيف أذهلوا الجميع أثناء زيارة أربعينية الإمام الحسين –عليه السلام-، ومنهم الشبل "محمود" بمدى صبره وانشداده وتفانيه حيث بقي صابرًا متحمَّلًا مشاق المسير الى مدينة –كربلاء- مغردًا طيلة أربعة أو خمسة أيام بقصائد الشور الحسيني دون كلل أو تعب أو شكوى أبدًا. حتى جاء فيه كلام ورضى من السيد الأستاذ، وأنت ياحيدر تعرف أكثر من غيرك، ماذا يعني أن يقول فيك كلامًا ويرضى عنك نائب الإمام.
وماذا عن ذلك البرعم "مصطفى" فرغم أن عمره لم يتجاوز أربعة أعوام إلا أنه أذهل الزائرين وأدهشهم، وأعجَبَ كل الذين مرّوا على الموكب السيّار الذي كان يقرأ فيه قصائد الشور، وقد أحدث ثورة روحية اختلجت فيها نفوس الجموع المتحابّة مازجة دموع الحزن مع العواطف، لتخرج نشيجًا شجيًّا وزفرات من الجوى تشقُّ الأحشاء معبّرة عن مدى الحزن السرمدي الأليم لفقد أعزّ الأحبّة على الإطلاق، الحزن على الإمام الحسين و ولده وأخوته وصحبه وعياله –عليهم السلام-.
أو عندما تصدح حناجر الأشبال "محمد" و "علاء" و "علي" و "ذو الفقار" بقصائد الشور في موكب "الشباب المسلم الواعد الذي خرج قبل أيّام في النجف الأشرف معلنًا العزاء بذكرى وفاة النبي الأمجد محمد –صلى الله عليه وآله وسلم.
ياحيدر..
إذا أردت أن تعرف معطيات الشور وما حقّقه من ثمار طيِّبة في المجتمع يكفيك أن تنظر الى جموع "الشباب المسلم الواعد" وتدفّق الأشبال وإقبالهم واندفاعهم للإنضمام لهذا المشروع.