منذ صدوره كان ولا زال الإسلام حريصًا على مراعاة الجوانب الأخلاقية والتربوية في كل شيء حتى في أداء الأمور والأعمال العبادية، كالصلاة والدعاء والزيارة وغيرها. فالمناسك والأمور العبادية ليست مجرّد أعمال تقنية واجبة أو مستحبّة على الفرد المسلم أدائها فقط وإنما هناك حدود وأخلاق يجب مراعاتها، وإذا أراد الإنسان أن يحوز رضا الله –سبحانه- وأن تكون كل أعماله وعباداته خالصة لوجهه –تعالى- ومقبولة عنده فإن هناك -نظم وطرق- أخلاقية وسلوكية تكاملية وأبعاد عليه اتّباعها والسير فيها ونحوها وإليها والإلتزام بها، وهذه حدود الله –سبحانه- التي أمر الإنسان المسلم التزامها وطاعتها.
منها كمثال لا الحصر، صلاة الرجال بالقرب من النساء وحكمها وخاصّة إذا كان الرجال والنساء محارم، أي زوج وزوجته وأب وابنته أو أم وولدها.
فقد رُفع استفتاء الى المرجع الديني السيد الصرخي الحسني يسألونه فيه حول هذه المسألة. حيث كان السؤال:
ما حكم صلاة الرجال بالقرب من النساء، وماهو الحكم إذا كانوا الرجال والنساء محارم أي زوج وزوجته وأب وابنته أو أم وولدها، هل يجوز الصلاة بالقرب من بعضهما بدون حاجز؟.
الجواب:
بسمه تعالى:
تصحّ صلاة كلّ من الرجل والمرأة إذا كانا متحاذيين حال الصلاة أو كانت المرأة متقدّمة أو كان الرجل متقدّمًا سواء أكانت زوجة أم غيرها، والأحوط استحبابًا أنْ يتقدّم الرجل بموقفه على مسجد المرأة، أو يكون بينهما حائل أو مسافة عشرة أذرع.