رسائل في الشور الحسيني
حوار مع شاب واعد
الرسالة الأولى..
ياحيدر...
تعرف أن مرجعيَّتنا منذ انبثاقها، كان وما زال ديدنها واهتمامها جُلّه منصبًّا على التربية، وإن الشعار "تقوى وسطية أخلاق" هو ركيزة أساسية، تطبيقية عملية، من ضمن منهجها التربوي ونقاط عملها الأخلاقية والروحية.
لذا لا تستغرب عندما تجد الإهتمام في هذه المرحلة الزمنية منصبًّا على الشور ومجالس ومواكب الشور، فإننا عندما نعمل مجالس حسينية أو نخرج في مواكب شور حسينية فهذا ليس فقط تطبيقًا للشعائر، وإنما لإنها خير وسيلة تقوائية و وسطية وأخلاقية في هذا الزمان، يمكن استثمارها لمجابهة أخطار الإنحراف -الروحية والمادية- المحدقة التي باتت تتهدَّد الشباب والأشبال.
ياحيدر..
لا أظنه يفوتك معرفة إن الأهمية الرسالية، التربوية والإجتماعية، تدعو العالِم والمُفكِّر والمُربِّي والمؤسسات الإجتماعية والتربوية الإسلامية بشكل عام، وكل مَن له شأن وعلاقة الى أن يلتفتوا ويهتمّوا بهذه الشريحة الإجتماعية المهمّة، نظرًا لما يتعرَّضون له من أخطار، ضغوط ومغريات كثيرة لا يمكن السكوت عنها. فقد أضحى شبابنا اليوم عُرضة للغزو الفكري والثقافي والسلوكي والأخلاقي الشاذ، وأصبحوا لقمة سائغة للإنحراف والإنحلال، وللكثير من المغريات المادية والروحية، كالخمور والمخدرات والإباحيات وغيره، فعلينا جميعًا تحمّل هذه المسؤولية الكبرى لإنتشال الشباب من الضياع, والعودة بهم إلى حظيرة الأخلاق، ونهج الإسلام القويم.
وما دام الأمر كذلك، لا بُدّ إذا قد وصلت إليك فكرة إن مجالس ومواكب الشور الحسيني هي حلّ من مجموعة حلول مطروحة للتصدي ومجابهة تلك الأخطار، وأيضًا الى غايات تربوية سامية. منها مثلًا، إيصال رسالة تربوية إيمانية، الى الجميع، تُبيِّن يمكن من خلالها إنقاذ المجتمعات من الضياع، وبالخصوص، إنقاذ القلب النابض لهذه الأُمّة، ألا وهم "الشباب والأشبال" أن نستنقذهم ونأخذ بأيديهم الى بر أمان النهج المحمدي الأصيل، لنؤمِّن عليهم من شرور الإلحاد والإباحية والتفسّخ والإنحلال الأخلاقي، مادام يوجد هناك حركات ضالَّة ظالمة تُهدِّد مجتمعاتنا وتطرح أفكار منحرفة تُجسِّد تنظيرات وأطروحات أئمة الدواعش أئمة التكفير التيمي