أشبال وشباب المسلم الواعد وطلب العلم
عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم- قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد).
وعنه -صلى الله عليه وآله وسلّم- قال: "أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر، أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقًا". (المصدر السابق).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- أنه قال: "العلم من الصغر كالنقش في الحجر". (بحار الأنوار: ج1 ص224).
أقول، ما دمنا نعلم إن أبنائنا أطفالنا وأشبالنا وشبابنا ضمن "مشروع الشباب المسلم الواعد" قد خُلِقوا لجيل غير جيلنا ولزمان غير زماننا، وأنهم أمل الأمة وعنصر قوّتها ومصدر نهضتها وأنهم سيكونون مسؤولين عن المستقبل، وأن هناك مسؤوليات جسام ستلقى على عاتقهم، فلماذا إذًا لا نُعلّمهم العلم الصحيح ونلقي بهم في مدارس طلب العلم والتعلم؟.
فالشباب المسلم بما يتمتّعون به من قوّة وعنفوان وإقدام سيكونون قادة الأمة وعلمائها وحَمَلَة رسالتها ومشعل نهضتها، والشباب اليوم لهم أسوة حسنة بأصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فلقد كان جل أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من الشباب، فقد ورد أن أبي بكر -رضي الله عنه- وكان أكبرهم، كان سنه يوم إسلامه ثمانية وثلاثين عامًا، وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يصغره بعشر سنين، وعليُّ بن أبي طالب -عليه السلام- كان دون العاشرة من عمره يوم إسلامه، وغيرهم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم- كثير كانت تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والعشرين، ومع ذلك كانوا علماء وقادة وبهم قام الدين، وبهم بُلِّغت الرسالة، وبهم فتحت البلدان ودخل الناس في دين الله أفواجا.
وفي ذلك قال الشاعر:
شباب ذللوا سبل المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً
يدكون المعاقل والحصونا
وإذا جنَّ الظلام فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا
كذلك أخرجَ الإسلامُ قومي
شباباً طاهراً حراً أمينا.