يختزن التأريخ الإسلامي على الكثير من القضايا المصيرية التي تخصّ الإسلام والمسلمين التي وصلت إلينا على أنها الصورة النقيّة والصحيحة لذلك التأريخ. بينما لو استُعرِض التأريخ الإسلامي ودُرِس بموضوعية وإنصاف لوُجد أن ملئه خيانة وعمالة وتواطؤ مع قوى ودول الإحتلال. حيث وصل إلينا منها، أن الكثير من قادة ورموز المسلمين كانوا عملاء وخونة يقاتلون المسلمين تحت راية الغزاة والمحتلين . الغريب في الأمر إن أئمة التوحيد التيمي يبرِّرون خيانة أولئك الرموز والقادة وتعاونهم مع قوى الإحتلال بذرائع وحجج واهية حيث جرت العادة عند بعض المؤرخين من اختزال بعض أسباب النكبات والأزمات في شخص او موقف او رسالة او زيارة سفارة او وفد، فكما عالجوا الفتنة في أواخر العصر الراشدي واختزلوا أسبابها في شخصية عبدالله بن سبأ، واختزلوا أسباب سقوط غرناطة في شخص ابو عبدالله الصغير، كما أنهم اختزلوا سقوط بغداد في شخص مؤيد الدين بن العلقمي، واختزلوا سقوط الساحل الشامي والقدس في شخصية الدولة الفاطمية والتصدي لهم. متناسين تواطؤ أئمَّتهم ورموزهم مع القوى الأجنبية ودول الإحتلال، كما هو الحال عندما تعاون الأمير أرغون والكثير من أكابر خراسان مع المغول: [سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك المدة، حتى تتّضح عندنا الصورة، وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة: 1..2.. 12ـ وقال ابن العِبري/ (264): أ..ب..جـ ـ وفيها [أي في سنة] (653هـ) في شهر شعبان، نزل هولاكو بمروج مدينة سمرقند، وأقام بها أربعين يومًا، فوصل إليه الأمير أرغون وأكثر أكابر خراسان، وقوّوا عزمهم، فعبروا ماء جَيْحُون، فأمر الأمراء أنْ يقصدوا في عساكرهم قلاع الملاحدة، وكان مقدَّم الإسماعيليّة يومئذ ركن الدين خوزشاه. [التفتْ: هنا خلفاء وأئمة المسلمين قاتلوا الإسماعيليّة تحت راية المغول الشركيّة وإمامة وخلافة وقيادة المغول الوثنيّة!!! وهنا لم تستجبْ خلافة بغداد لطلب هولاكو (بإرسال العساكر له لمقاتلة الإسماعيليّة، وإلّا فإنّه سينتقم منهم ويزيلهم ويقتلهم بعد القضاء على الإسماعيليّة)، وكما ذكرنا لكم سابقًا هذا المعنى، فهل عدم استجابة الخليفة العباسي لذلك كان بسبب علاقته الحسَنة وتحالفِه القديم مع الإسماعيليّة ضد الخوارزميّة؟!! أو لتوقّعه انكسار عساكر المغول بقيادة هولاكو أمام الإسماعيليّة كما انكسر قادة المغول السابقين وعساكرهم أمام الإسماعيليّة في السنين السابقة؟!! أو أنَّ الخليفة لم يكن سَلَفِيًّا كما يدّعي ويفتري ابن تيمية ورفاقُه، فلم يكن يعتقد بانحرافات منهج تيمية التكفيري الإرهابي بتكفير وقتل كلّ ما يرتبط ولو شكليًا باِسم علي وأهل بيت النبي (عليهم وعلى جدّهم الصلاة والسلام)، ويجيزون التعاون والتحالف مع كلّ قوى الكفر ومع إبليس الشيطان مِن أجل تحقيق غايتهم؟!! ومِن هنا يأتي الشك الراجح في أنّ ابن الجوزي هو الذي وشى بالخليفة ودويدار وشرابي عند هولاكو وأخبره أنّهم رفضوا إرسال العساكر والمشاركة باقتحام قلاع الإسماعيليّة!!! مع ملاحظة أنّ مصادر تاريخيّة تشير إلى أنّ ابن العلقمي قد نصح الخليفة بإرسال العساكر لتشارك هولاكو في اقتحام قلاع الإسماعيليّة، لكن الخليفة رفض وبالتأكيد يكون رفضه تحت ضغط وتسلّط دويدار وشرابي!!!].. و.. }}.. 24.. المورد9.. النقطة الخامسة: حقيقة المؤامرة في سقوط بغداد وباقي بلدان الإسلام...] انتهى.( المحقق الصرخي: محاضرة {49} بحث: "وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" 1 / 11 / 2017 م).