Tamer Mohamed
عهود الإنحطاط تنحسر بثورتنا التاريخية.....فكفانا جلدا للذات
لم أكن أتعجب كثيرا من الجهابذة المتجاوبين مع حملات الشيطنة والعمالة المزعومة للغرب والصهاينة لأكثر من قضوا أعمارهم يصارعوا الغرب والصهاينة بدءا من القتال في القناة ضد الإحتلال الإنجليزي ومرورا بكتائب الإخوان الباسلة في حرب فلسطين والتي أثخنت في جراح الصهاينة مما إستتبع قرار الغرب بتصفية الإخوان بحل جماعتهم وإغتيال المرشد المؤسس رحمه الله رحمة واسعة علي ما قدمه للإسلام والمسلمين بتأسيس هذه الجماعة المجاهدة ردا علي إسقاط الخلافة سنة 1924علي يد عسكر تركيا العملاء للغرب وكل النضالات في عهود العسكر المتعاقبة حتي الدور المفصلي للإخوان في النسخة المبسطة من ثورة يناير وإمتداده لقيادة الحراك الحالي بالثورة الكبري الحالية التي لها ما بعدها من تغيير المعادلات الدولية
وصولا لرفض الرئيس المجاهد مرسي الإنبطاح أمام الهيمنة المتوارثة للعم سام ورفضه شروطه للإستمرار الشكلي مقابل تفويض صلاحياته للبرادعي ورضاه بتقديم منصبه وحياته ثمنا لعدم الإنبطاح والإذلال بل هو من رفض الرد علي مكالمة السيد الأمريكي قبيل الإنقلاب مباشرة ولكن يا لعجب ما كنا وزلنا نسمع من أساطير خيانة وعمالة الإخوان لأمريكا وكيف أن أخو أوباما يدير أموال التنظيم الدولي للإخوان وكيف أن ناصر الجديد قد توعد وهدد بضرب الأسطول الأمريكي في البحر المتوسط !!إلي أن إستيقظنا لنجد وزير خارجية ناصر الجديد في فراش السيد القاطن في البيت الأبيض وقد تباهي بالعلاقة الشرعية التي تجمعهما ،
،ولا يفاجئني إدمان بعضنا جلد الذات والتشكك في كل شيء وشيطنة الجميع وأعزو ذلك لكثرة صدماتنا في خيانات النخب والقادة وكم الإنكسار الحضاري الذي نعيشه منذ قرون ،،وما يستتبعه من فقدان الثقة في النخب بالعقل الجمعي لدي شرائح واسعة من المصريين وحتي لدي المواطن العربي بصفة عامة ،،ومن تجليات تلك الأزمة في نيل النخب الحقيقية لثقة وتقدير جموع الشعب ما أثير بخلاف شيطنة الإخوان (التي خفت وتيرتها بعد ثباتهم وتضحياتهم الكبيرة وإنكشاف جزء كبير من المؤامرات الداخلية والخارجية الغير مسبوقة في التاريخ علي حكمهم)،،
فلم تسلما مثلا تركيا وقطر من الشيطنة من حتي الثوار بل ومن الإسلاميين علي موقفهما التاريخي مع الشرعية وإرادة وحرية وثورة المصريين -بل سمعت العجب من تحليلات تفيد بأن قطر تريد بمواقفها الداعمة بشدة لثورتنا الحيلولة دون أسلمة الثورة وأن تركيا مدفوعة من أمريكا لنصرة الثورة للضغط علي مخنثيها بالخليج،ومن أقسم برأس جده أن أمريكا التي تعرف ما يجول بخواطرنا !!''داخلة بنفرين ''في الصراع ،،،إلي آخرها من تحليلات يعجز أمهر مؤلف للقصص البوليسية المثيرة أن يصل بخياله لهذا المستوي من الخيال في إفتراض أننا كعرب ومسلمين ومصريين نعدم الأخيار الثابتين علي الحق لدينهم ومبادئهم ولا يمنع أيضا من خير بلدانهم ومن يتحالفون معهم من أمتهم لصالح الجميع والأمة ووصل الخيال لدرجة تصور أن لا شيء يحدث في منطقتنا بل والعالم إلا بمشيئة السيد الأمريكي ولا أنف كم خيانات بني جلدتنا وإنصياعهم لمؤامرات الغرب ولكن دائما لكل قاعدة شواذها والخير باق في الأمة إلي قيام الساعة وخاصة في أجيال شباب ثورة يناير وما بعدها وخاصة بعد توسع الصحوة الإسلامية العميقة وليست القشرية المستوردة من بلاد الوهابية وبعد شيوع ثقافة الحرية والإستشهاد فلننتظر طفرة حضارية تعيدنا لأمجاد حضارتنا،،
ثم إنتقلت الشيطنة للتحالف والإخوان ثانية في إفتراض انهم أكيد سيلهثوا وراء أي إنتخابات برلمانية يلقيها أمامهم الإنقلابيون أو أمام أي مبادرة تشرعن الإنقلاب ورئاسة السفاح مقابل حرية القادة ومكاسب سياسية لفصائل التحالف ولا يدري المشككون عن سلامة قصد أو سوءه أو السماعون لهم أن حياة قادة التحالف والرئيس والثوار سيقدموها رخيصة لنصرة دينهم ووطنهم حتي آخر صبي فيهم ،،
ومن أمثلة الشيطنة المبالغ بها مؤخرا ما ذكره عمرو عبد الهادي عن التحذير من باسم خفاجي عندما أنشأ قناة الشرق ومن التشكييك به وبكل نخبنا المحترمة العاملة بها (رغم تحفظي الشديد علي الخطوة العجيبة الخاصة بإعلان ترشحه للرئاسة )ولهث البعض وراء غيرة عبد الهادي من زملائه القدامي بالجزيرة وإستمر يشيطن الجميع لمجرد عدم إختياره مثلهم ليقدم برنامج مثلهم بالقناة الجديدة ولم يتنبه من لهث وراء هذه الشيطنة العجيبة أن عبد الهادي كان لا يستطيع تحجيم غيرته من زملائه علي الهواء بالجزيرة مصر لمجرد أنهم يظهروا ببرامج أكثر منه !!،،فهل هذا شخص نثق في تحذيراته وشيطنته لنخبنا الحقيقية المحترمة؟!!
أما ما أزعجني بشدة في مسيرة جلد الذات والشيطنة لأهم أوراق قوتنا في صراعنا الحاسم مع المتآمرين بالداخل والخارج ما يشكك به البعض بحسن نية مع عدم وعي بخطورة موقفنا وإحتياجنا الشديد للتوحد خلف قادة الضرورة قبل سحق ثورتنا تماما لو مرت الرئاسة المزعومة من قبل العالم المنافق كله أو بسوء نية في قائد الضرورة طارق الجوهري عندما نزكيه لقيادة آخر فرصة لدينا للتوحد والتصعيد الثوري لدحر الإنقلاب اللعين وهو تكليف وليس تشريف و ليست ثقة عمياء ولكنها ثقة تنامت تدريجيا وأختبرها الرئيس مع مسؤول حماية بيته وأهله في عدة مواقف فارقة ونجح بها جميعا العميد الجوهري وربما لو لم يحذر الرئيس من البيات بمنزله يوم موقعة الإتحادية لكان الرئيس قد إغتيل كما أوكل له الرئيس ملف تطهير الداخلية ولكن ااوزير المتآمر أحاله للمعاش لمعرفة الجميع إخلاصه للرئيس ،،ثم ماذا تبقي لنا لنخسره وما هو الذي سيخوننا به وكل ما سنفعله ليس سوي تطوير وتنظيم لما نفعله كل يوم من مسيرات وغيرها من فعاليات وكل من سيقود الفعاليات من القيادات الشبابية للتحالف وباقي الثوار
#شبكة_صوت_الحرية #انتخبو_العرص