جاء اعرابى الى عنترة بن شداد و سأله: بم نلت هذه المنزلة؟.. فقال: بالشجاعة.قال: وبم نلت الشجاعة؟.. قال: بالصبر. قال: وبم نلت الصبر؟.. فأجابه: هات أصبعك في فمي وخذ أصبعي وضعه في فمك وليعض كل منا على إصبع الآخر, ففعل الرجل ولكنه ما لبث أن صرخ من عنتـرة أن يترك إصبعه. فقال له عنتـرة: والله إني كنت لأشد ألمًا منك ولكني تحملتُ وصبرتُ و لو لم تصرخ انت لصرخت انا فهذا هو الصبر... القصة تنطبق على واقعنا .. عام كامل و نحن فى معركة عض الاصابع مع العرص و عصابته . العرص يعض على اصبعنا بالقتل و الخطف والاعتقال و المطاردة و مصادرة الاموال و التضييق فى الارزاق و الاعمال و المساكن .. و نحن نعض على اصبعه بالمظاهرات اليومية و ما يترتب عليها من اثار اقتصادية مباشرة و غير مباشرة و بالمقاطعة الاقتصادية لاقتصاد الانقلاب و بتعليق الانشطة الاجتماعية المختلفة .. لكن معركة عنترة مع الاعرابى كانت تتوفر فيها الشفافية .. كل منهما يرى و يسمع الاخر دون وسيط .. اما فى معركتنا مع العرص فنحن نفتقد هذه الشفافية .. هناك وسيط ينقل لكل طرف عن الطرف الاخر .. هذا الوسيط هو الاعلام القذر الماجور .. الاعلام القذر حاول ان يوهمنا ان الامر قد قضى و ان المعركة قد حسمت و ان احد الطرفين يصرخ من الالم بل انه مات الما و الطرف الاخر يكاد لا يحس بالعض .. لم يكن تضليل الاعلام فى هذا الشان عفويا او عشوائيا بل كان مدروسا و موضوعا من اجهزة امنية محترفة تنسق بين كل وسائل الاعلام لترديد مصطلحات معينة و نشر صورة معينة لاخراج هذه القذارة .. ما زلنا نذكر صور الشوارع الفارغة بعد الانقلاب مباشرة على القنوات و تاكيدهم على انه لا يوجد اى تواجد لاى مظاهرات .. ما زلنا نذكر ترديد عبارة الاخوان فشلوا فى الحشد .. مازلنا نذكر ترديد عبارة جماعة الاخوان انتهى وجودها تماما .. و عبارة عام 2014 هو عام وفاة جماعة الاخوان .. و فى نفس الوقت تجنب الحديث عن اية اوضاع سلبية و اظهار صورة وردية مزيفة للاوضاع و اظهار كل الشعب غارق فى الاحتفالات و الغناء و الرقص للانقلاب ..و التاكيد على ان مشاهير المجتمع و انصاف و ارباع المشاهير من الممثلين و لاعبى الكرة فى غاية السعادة بالانقلاب . و اعطاء الاوامر للتفاهات و البهلوانات للظهور فى الاعلام بكثافة لالهاء الناس عن معركة العض .. لكن الان و مع طول المدة بدا العرص يصرخ .. و استمر الاعلام القذر فى قذارته بالتعتيم على هذا الصراخ .. لكن المصيبة الكبرى ستكون ان لم يفهم مؤيدى الشرعية صراخ العرص على حقيقتة و خدعتهم قذارة الاعلام .. صرخ العرص صرخة مدوية من العض على اصبعه حين قال ( مفيش مفييييييييييش ) و صرخ مرة اخرى من شدة الالم حين قال ( انا مش قادر اديك ) وو صرخ فى حواره التلفزيونى حين قال انا مش هاقدر اعمل حاجه فى وجود المظاهرات و صرخ صرخة اهدر فيها ما تبقى من كرامته و كرامة مصر حين ذهب و قابل ضيفه فى المطار و صعد له للطائرة و قبل راسه من اجل حفنة مساعدات تعينه على الاحتمال..و اخيرا صرخ العرص برفع الدعم جزئيا و رفع ثمن الوقود و هى الصرخة التى كان العرص يتمنى ان يتحمل و لا يطلقها على الاقل حتى يمر شهر اغسطسالذى تحل فيه الذكرى السنوية الاولى للمذابح التى ارتكبها ..لكنه لشدة الالم لم يستطيع ان يتحمل و اطلقها صرخة مدوية .. مؤيدو الشرعية لهم عام يرددونها ان الانقلاب يترنح .. و الاعلام القذر يكذب و يسخر من هذه المقولة حتى استسلم لكذبه بعض مؤيدو الشرعية و اصبحوا هم ايضا يسخرون منها .. لكن جاء العرص فى كلمته بعد رفع اسعار الوقود و قال لو لم افعل ذلك لاعلنت مصر افلاسها .. اذن الانقلاب كان فعلا يترنح .. بل انه كان يتهاوى و على شفا السقوط قبل رفع الاسعار على حد قول العرص بنفسه .. لكنه كان يصبر صبر عنترة على العض حتى نصرخ نحن قبله .. يجب على مؤيدو الشرعية ان يسمعوا صرخات العرص على حقيقتها انها صرخات من شدة عضهم و ليست اى شىء اخر يدعيه الاعلام الفاجر القذر ..و عليه يجب ان يكون صبرهم اطول و يكون عضهم اشد ..مستلهمين الاية الكريمة (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )(104) النساء