المرجع المعلم والسعي لإعطاء الصورة الحقيقية للشعار الحسينية
بقلم ضياء الراضي
إن الشعائر الحسينية هي مستوحاة من النهج الحسيني الذي هو قانون للإصلاح والتغيير والثورة على النفس أولا ثم على الواقع الذي يمر فيه المجتمع الذي يعيش فيه الفرد فالإمام الحسين -عليه السلام-عاش بعد وفاة أبيه أمير المؤمنين وأخيه الإمام السبط الحسين-عليهما السلام- في مجتمع يعيش العزلة والإنطواء والإنهزامية والخوف من السلطان بعد أن كان مجتمعًا ساعيًا إلى نشر الإسلام وأخلاق الإسلام إلا أن السلطان الأموي جعل من المجتمع الإسلامي مجتمع منحل، مجتمع متفرق، وجعل من الأمة الإسلامية تسودها الفتن والحروب الداخلية لأن هذا هو مبتغاهم نيل السلطة والوصول إلى العرش واستعباد الناس وهذا ما صرح به معاوية في خطبته في مسجد الكوفة .
وبعد أن ولى على العرش ابنه الفاسق الفاجر شارب الخمر يزيد ليجعل منه خليفة للمسلمين وأي خليفة لا يملك أي ذرة من الأخلاق والورع فعندما رأى الإمام الحسين-عليه السلام- أن الأمور آلت إلى هذا الحد فخرج طالبًا الإصلاح ومهما كان الأمر وهو عالم بمصيره إلا أن الأمر يتطلب ذلك لابد للإمام الحسين -عليه السلام- أن يبذل مهجته الزكية فلذا كان من الواجب على الموالي أن يحذو حذو الإمام وأن ينتهل من ثورته العبر والدروس وأن يستغل الظروف الموضوعية لهذا الأمر ومنها إحياء المأتم والتعازي في أيام عاشوراء وكذلك إحياء شعيرة الزيارات وبإخلاص زيارة الأربعين التي يتوافد فيها الملايين من المحبين لآل البيت-عليهم السلام- سيرًا على الأقدام فيجب أن يكون هذا السير على نحو المستوى المطلوب المستوى الذي يمثل الأخلاق الإسلامية ومحيي للشعائر الإلهية الحقة ومحيي فرائض الله وشرعه وعلى نحو الخصوص فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي خرج من أجلها الإمام الحسين عليه السلام وهنا نعرج على قول سماحة المحقق الصرخي في بيانه الموسوم (محطات في مسير كربلاء) قوله : (المحطة الثالثة :
والآن أيها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسأل فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون إن شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ،
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس.
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.)
رابط بيان رقم -69- محطات في مسير كربلاء
goo.gl/XTvQ2g